من توم مايلز وكريستينا تان
جنيف/بودابست 4 سبتمبر أيلول (رويترز) – دعا رئيس المفوضية
السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس أوروبا
اليوم الجمعة لتعبئة “كل قوتها” للتعامل مع أزمة اللاجئين فيما قال
رئيس وزراء المجر اليميني فيكتور أوربان للأوروبيين إنهم قد يصبحون
أقلية في قارتهم.
وقال جوتيريس إن الاتحاد الأوروبي يواجه “لحظة فارقة” وإن
انقسام التكتل لن يصب سوى في مصلحة المهربين وتجار البشر.
وتناقضت دعوته لدول الاتحاد الأوروبي لبذل المزيد من الجهود
لمساعدة المهاجرين – ومعظمهم هاربون من الحرب الأهلية في سوريا –
مع الموقف الصارم لرئيس الوزراء المجري الذي حذر من عواقب تدفق
هائل للمهاجرين بأعداد قد تصل إلى عشرات الملايين.
ويقوم مئات الالاف من الناس الذين يحاولون الهرب من الصراع
والفقر بالرحلة الشاقة المحفوفة بالمخاطر عبر البحر والبر في
طريقهم إلى دول شمال أوروبا الثرية مثل ألمانيا أملا في العثور على
الأمن وبدء حياة جديدة.
لكن الكثير من المهاجرين تتقطع بهم السبل خلال الرحلة بما في
ذلك في المجر حيث استيقظ المئات اليوم الجمعة بعد ليلة على متن
قطار مكتظ بمحطة سكك حديدية غربي بودابست. ورفض هؤلاء التوجه إلى
مخيم قريب للنظر في طلبات اللجوء.
وقال جوتيريس إن الاتحاد الأوروبي بحاجة لبذل المزيد من الجهود
لمساعدة المزيد من اللاجئين على الدخول بشكل قانوني وتوفير نحو 200
ألف مكان لنقلهم وفقا لتقديرات مبدئية ودعم الدول التي تواجه ضغوطا
بسبب تدفق اللاجئين مثل اليونان والمجر وإيطاليا.
وقال في بيان “هذه لحظة فارقة بالنسبة للاتحاد الاوروبي ولا
خيار أمامه الا تعبئة كل امكانياته لمواجهة هذه الازمة. الطريق
الوحيد لحل هذه المشكلة هو ان يطبق الاتحاد وكل الدول الاعضاء
استراتيجية مشتركة قائمة على المسؤولية والتضامن والثقة.”
وغامر أكثر من 300 ألف شخص بأرواحهم هذا العام في محاولة عبور
البحر المتوسط ولقي أكثر من 2600 شخص حتفهم خلال تلك الرحلة.
وقال جوتيريس ان صورة الطفل السوري الغريق الذي لا يتعدى عمره
ثلاثة أعوام وقذفته الأمواج إلى شاطيء تركي والتي انتشرت على وسائل
التواصل الاجتماعي “حركت قلوب الناس في شتى انحاء العالم” لكن
الاتحاد الاوروبي أخفق حتى الان في التوصل الى طريقة مشتركة
للتعامل مع الأزمة.
ودفن أيلان كردي (ثلاثة أعوام) في مدينة كوباني السورية اليوم
الجمعة إلى جانب شقيقه البالغ من العمر خمسة أعوام ووالدتهما. وغرق
الثلاثة في نفس الوقت.
وناشد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الدول المتقدمة ولاسيما
في أوروبا “التعامل بحساسية أكبر مع المآسي الإنسانية.”
وأوقفت السلطات التركية 57 شخصا كانوا يحاولون العبور إلى
جزيرة كوس اليونانية مساء الخميس فيما لم تردع وفاة الطفلين
المهاجرين الذين سيسلكون المسار ذاته.
*”أقلية في قارتنا”
لم يلق نداء إردوغان صدى يذكر لدى رئيس الوزراء المجري أوربان
الذي دافع عن موقف حكومته المتشدد من الأزمة.
وقال “الواقع هو أن أوروبا مهددة بتدفق بشري هائل. يمكن أن
يأتي عشرات الملايين من الناس إلى أوروبا. إننا الآن نتحدث عن مئات
الآلاف لكننا سنتحدث العام المقبل عن الملايين ولا نهاية لهذا.”
وتابع قوله للإذاعة الرسمية “سنجد نفسنا فجأة أقلية في
قارتنا.”
ووجهت المجر انتقادات لألمانيا المقصد الأكثر شعبية بين
المهاجرين لقولها إنها ستقبل طلبات الهجرة من سوريا بغض النظر عن
أين دخلوا الاتحاد الاوروبي.
ومع تزايد الضغوط قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن
بلاده ستستقبل “آلافا آخرين” من اللاجئين السوريين.
وحتى الآن لم تستقبل بريطانيا سوى أعداد صغيرة من اللاجئين
السوريين الأمر الذي أثار انتقادات في الداخل والخارج.
وتعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن بلادها لن تتسامح
مع كراهية الأجانب لكن استطلاعا للرأي أجراه تلفزيون (إيه.أر.دي)
أظهر أن شعبيتها تراجعت بشكل مفاجئ بسبب تعاملها مع أزمة اللاجئين.
ودخل 104460 من طالبي اللجوء ألمانيا في أغسطس آب وهو رقم
قياسي وتتوقع ألمانيا أن يتقدم 800 ألف شخص في المجمل بطلبات لجوء
هذا العام وهو ما يزيد عن مستويات العام الماضي بواقع أربعة أمثال.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)