باريس 3 سبتمبر أيلول (رويترز) – منيت بيجو ستروين الفرنسية
التي كانت شركة صناعة السيارات الأوروبية الأعلى مبيعا في إيران
قبل العقوبات بنكسة في محاولتها لاستعادة عرشها وذلك على يد
منافستها المحلية رينو.
وتواجه بيجو صعوبات في التفاوض على صفقة تصنيع أكبر حجما مع
شريكتها إيران خودرو أكبر شركة لصناعة السيارات في إيران بفعل
رواسب الغضب من انسحابها المفاجئ في 2011.
وقالت مصادر مطلعة إن رينو تريد استخدام 560 مليون دولار من
أموالها المحتجزة في إيران لاقتناص الفرصة بعد الاتفاق الدولي الذي
أبرم في يوليو تموز لرفع العقوبات في مقابل فرض قيود على برنامج
طهران النووي.
وقال مصدر مطلع في رينو على علم بالمحادثات “استراتيجيتنا أن
نصبح أكبر منتج للسيارات في البلاد” مضيفا أن بيجو ستروين أطلقت
الكثير من التصريحات بخصوص إيران لكن ذلك كان استباقا للأحداث.
وفي وجود 80 مليون مستهلك و1.1 مليون سيارة بيعت في 2014 فإن
إيران بالفعل أكبر سوق للسيارات في الشرق الأوسط ولديها إمكانات
للنمو السريع. وقال وزير الخارجية البريطاني الأسبوع الماضي إنه
ربما يتم رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران بحلول مارس آذار
مما يفتح الباب أمام الاستثمارات.
وبالنسبة لرينو وشريكتها نيسان التي تملك حصة قدرها 43.4
بالمئة فيها فإن إنتاج السيارات في إيران سيعزز أنشطتهما القوية
بالفعل في الأسواق الناشئة.
أما بيجو فإن استعادة وضعها في إيران تبدو أكثر أهمية في إطار
مساعيها المتسارعة للتوسع خارج أوروبا بعدما كادت تواجه شبح
الإفلاس. وقالت الشركة في الفترة الأخيرة إنها تعول على إيران
لتحقيق مبيعات سنوية بنحو 400 ألف سيارة بحلول 2020.
وقال متحدث إن بيجو مازالت تجري محادثات “مع أطراف عديدة من
بينها إيران خودرو” بشأن مشروع لصناعة السيارات. وامتنعت رينو عن
التعليق.
وتضع المنافسة كارلوس تافاريس الرئيس التنفيذي لبيجو في مواجهة
مع رئيسه السابق كارلوس غصن الرئيس التنفيذي لرينو للفوز بالجائزة
الكبرى المتمثلة في إبرام صفقة كبيرة لتصنيع السيارات مع إيران
خودرو.
وبموجب اتفاقات أبرمت في وقت سابق مع الشركتين الفرنسيتين تقوم
الشركة الإيرانية بتجميع طرز مختلفة من بيجو ورينو.
وبلغت مبيعات بيجو في إيران ذروتها عندما سجلت 458 ألف سيارة
بما يشكل نحو 30 بالمئة من السوق قبل أن توقف تسليمات الأجزاء منذ
أربع سنوات تحت ضغط شريكتها حينئذ جنرال موتورز الأمريكية.
وتتغاضى الشركة حاليا عن قيام إيران خودرو بتجميع غير مصرح به
لسيارات بيجو مستخدمة أجزاء من السوق السوداء. لكن القطيعة بينهما
قد تعطي الفرصة لرينو وفولكسفاجن ومنافسين آخرين يستعرضون عضلاتهم.
وقال هاشم يكه زارع رئيس إيران خودرو لتلفزيون برس تي.في
الحكومي في أواخر يوليو تموز “يجب أن تعلم بيجو أن عليها أن تفسر
سلوكها السابق” مضيفا أن الشركة الفرنسية “لن تكون شريكنا
الرئيسي”.
وقالت مصادر في رينو إن الشركة تعمل من خلف الستار لملء الفراغ
وترى إمكانية إنتاج 400 ألف سيارة سنويا في إيران بحلول 2020.
وقال مصدر في رينو “بخلاف بيجو ستروين فإن لدينا حضورا دائما
في إيران.. الوفاء يؤتي ثماره.”
وتروج رينو أيضا لخطوط إنتاج سيارات منخفضة التكلفة يفتقدها
منافسوها. وتكافح فولكسفاجن منذ سنوات لتطوير سيارات تلائم الأسواق
الناشئة بينما لن تطرح بيجو سيارات مماثلة قبل عام 2019.
وتتوقع آي.اتش.اس أوتوموتيف رائدة توقعات سوق السيارات أن
تستحوذ رينو على نحو 12 بالمئة من سوق السيارات الإيرانية في 2020
متقدمة بنقطتين مئويتين أو ثلاث نقاط على بيجو.
وقال مايكل جاسينتو المحلل لدى آي.اتش.اس إن سيارات رينو الأقل
تكلفة أكثر ملائمة لإيران.
وبموجب الشراكة الحالية مع إيران خودرو ومنافستها الأصغر سايبا
تستعد رينو لتجميع سياراتها سانديرو ولوجان بينما تتفاوض على
استثمار للتصنيع الكامل سيتضمن السيارة الرياضية متعددة
الاستخدامات الصغيرة التي أطلقتها للتو في الهند.
كانت العقوبات المالية حالت دون تحصيل رينو لإيراداتها
الإيرانية لكن تلك المبالغ قد تسمح لها الآن بالانطلاق مبكرا وقبل
باقي المنافسين.
وقال مصدر آخر في رينو “بدلا من استرداد الأموال فإنه يمكن
تحقيق أقصى استفادة منها.”
وأضاف أن من بين الخيارات “شراء حصة في شركة إيرانية” لكن تم
رفض ذلك منذ أكثر من عشر سنوات بسبب المخاطر البالغة.
ومن المتوقع أن ينضم مسؤولون تنفيذيون من بيجو ورينو إلى وفد
رجال أعمال فرنسي سيزور إيران بين 21 و23 سبتمبر أيلول.
كان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال في 30 يوليو تموز
إن الحكومة الفرنسية وهي مساهم رئيسي في بيجو ورينو “ناقشت أمر
الشركتين” مع القادة الإيرانيين.
وقال فابيوس إن خطط رينو تلقى ترحيبا بينما مازال المسؤولون في
طهران ينتقدون بيجو لانسحابها في وقت سابق ولذا سيكون الأمر أكثر
صعوبة لها.
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية – تحرير أحمد إلهامي)