من ستيفاني نيبيهاي
جنيف 3 سبتمبر أيلول (رويترز) – قال محققون في جرائم الحرب
يتبعون الأمم المتحدة اليوم الخميس إن السوريين محاصرون بين قصف
الحكومة للمناطق المدنية وجماعات إسلامية لا ترحم في صراع تديره
على نحو متزايد قوى خارجية ويتسم “بانتشار التطرف”.
وأضاف المحققون أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على
مناطق واسعة من محافظات بشمال وشرق سوريا امتد إلى وسط البلاد
وجنوبها ليبث الرعب ويرتكب جرائم ضد الإنسانية.
ويستند أحدث تقرير صادر عن الأمم المتحدة لتوثيق أعمال القتل
والاغتصاب والخطف التي ارتكبتها كل الأطراف في سوريا بين شهري
يناير كانون الثاني ويوليو تموز إلى 355 مقابلة بالإضافة إلى صور
فوتوغرافية وأخرى التقطتها الأقمار الصناعية وسجلات طبية.
وقالت لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية ويقودها باولو
بينيرو “يتردد صدى صرخة من أجل السلام والمحاسبة.”
وأضاف التقرير دون أن يذكر أسماء “أن قوى دولية وإقليمية تدير
الحرب على نحو متزايد خاصة وفقا لما يتماشى مع مصالحها الجغرافية
الاستراتيجية.”
ويحارب الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية مقاتلي
المعارضة وتحظى دمشق بدعم مالي وعسكري من إيران. وتلقي سوريا
باللوم في تقدم مقاتلي المعارضة ببعض المناطق في الآونة الأخيرة
على دعم تقدمه لهم تركيا وقطر والسعودية.
وقال التقرير “أسفر التنافس بين القوى الإقليمية على النفوذ…
عن تفاقم يبعث على القلق للبعد الطائفي بعد تدخل مقاتلين أجانب
ورجال دين متشددين.”
وتابع أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تواصل قصف المناطق
السكنية في حلب ودير الزور وإدلب ودمشق ودرعا جوا “مما أدى إلى
خسائر مدنية واسعة النطاق”. وأضاف أن طائرات هليكوبتر سورية أسقطت
براميل متفجرة ودعا إلى وقف استخدام الأسلحة غير المشروعة.
وقال التقرير “يواصل المحققون التحري عن مزاعم استخدام الأسلحة
الكيماوية في شكل غاز الكلور و/أو غاز الفوسجين في سرمين وسراقب
وقميناس وبنش وبلدات وقرى أخرى في إدلب في مارس وابريل” في إشارة
إلى مزاعم إسقاط براميل متفجرة تحتوي على غاز سام في المحافظة
الواقعة بشمال غرب سوريا.
وقال المحققون الذين أجروا مقابلات مع 600 سجين سابق منذ 2011
“كلهم تقريبا ضحايا تعذيب أو شهود عليه. حضر الكثير منهم وفاة
سجناء.
“الحكومة مسؤولة عن وفاة المعتقلين على نطاق واسع.”
وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية كثف هجماته على محافظتي حمص
والحسكة. وتابع أن مقاتلي التنظيم هاجموا مجتمعات كردية وكان أعنف
هجوم لهم في مدينة عين العرب (كوباني) في يونيو حزيران إذ يقدر أنه
أسفر عن مقتل 250 مدنيا.
وتابع “ارتكب تنظيم الدولة الإسلامية القتل والتعذيب والاغتصاب
والعبودية الجنسية والعنف الجنسي والتهجير القسري وغير ذلك من
التصرفات غير الإنسانية في إطار هجوم واسع النطاق على السكان
المدنيين وصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية.”
وتعتبر هذه التصرفات أيضا جرائم حرب علاوة على استغلال التنظيم
للأطفال في القتال والهجوم على أهداف ثقافية تحظى بالحماية.
وقادت جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا مكاسب مقاتلي
المعارضة في إدلب “وفرضت أيديولوجيتها المتشددة”.
وقال التقرير “مازالت اللجنة تحقق في تقارير عن قيام مقاتلي
الدولة الإسلامية بإلقاء مثليين جنسيا من فوق مبان عالية وقيام
جبهة النصرة بقطع رؤوسهم.”
وأشار التقرير إلى أن ضربة جوية بقيادة الولايات المتحدة على
منطقة بير محلي في حلب في ابريل نيسان أسفرت عن سقوط 60 قتيلا على
الأقل من المدنيين فيما أسفرت ضربة على منطقة دالي حسن في حلب في
يونيو حزيران عن مقتل أسرة تضم خمسة أطفال.
ولم يتضح الهدف العسكري من الهجومين.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)