الموضوع 3159
المدة 4.26 دقيقة
مدينة غزة في قطاع غزة
تصوير 31 أغسطس اب 2015
الصوت طبيعي مع لغة عربية
المصدر تلفزيون رويترز
القيود لا يوجد
القصة
“طبيبان” جديدان يتجولان في أجنحة الأطفال المرضى في مستشفى
عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال بمدينة غزة الفلسطينية
المحاصرة.
لا يحمل أي من ماجد أبو كلوب أو علاء مقددا سماعات فحص من تلك
الخاصة بالأطباء أو محاقن .. بدلا من ذلك يحملان لعب أطفال من تلك
النوعية التي تخرج فقاقيع وبالونات ودفوف وكلها بألوان زاهية.
يطلق كل من الرجلين على نفسه وصف “طبيب مهرج” يقدم للطفل
المريض في هذا المستشفى نوعا مختلفا من العلاج .. “علاج بالضحك”.
وقال ماجد أبو كلوب لتلفزيون رويترز “طبعا بالنسبة للأساليب
اللي بنستخدمها..احنا بنآمن ان الضحك هو أسلوب علاجي وبيفرز
هرمونات علاجية. كمان احنا بنستخدم أنشطة إلها علاقة بالرسم
والغناء والتلوين. كمان ألعاب الخفة والسيرك والقصص والحكواتي.
فهاي كلها بتعزز ثقة الطفل بنفسه. بتخليه ينسى شوي. مكان غسيل
الكلى مثلا بنضيع شوية وقت لغسيل الكلى اللي هي أربع ساعات بيدوم.
فهاي كل الشغلات بتعزز التفريغ عند الطفل.”
والرجلان متطوعان يعملان مع منظمات عديدة مقرها غزة ومنظمة
إيطالية تسمى (التعاون الدولي فيما بين بلدان الجنوب) تسعى لنشر
حقوق الانسان في الدول النامية.
وقال المتطوعان إن عملهما لا يدخل السعادة على قلوب الأطفال
وحسب لكنه أيضا يغير رؤيتهم عندما يأتي الأطباء الحقيقيون للقيام
بواجبهم.
أضاف علاء مقداد لتلفزيون رويترز “أنا مش طبيب أنا طبيب مهرج.
طبيب لابس مهرج أو مهرج لابس روب الطبيب. وهيك طبعا بنغير نظرة
المريض أو الطفل المريض بأن الدكتور جاي يدقه إبرة وجاي يعطيه
محلول. لا إحنا بنيجي نلاعبه ونضحكه ونغير الجو من جو كآبة لجو مرح
وجو سرور.”
ويمضي كثير من الأطفال الذين يستفيدون من أسلوب الطبيب المهرج
ايامهم في ذلك المستشفى وهم يُعالجون في وحدات غسيل الكلى.
وقال طبيب يدعى أحمد عطا الله إن الأطفال في غزة تأثروا بأمور
عديدة أحدثها جراء الحرب الاسرائيلية التي استمرت 50 يوما في
القطاع العام الماضي.
أضاف لتلفزيون رويترز “والله بالنسبة لفكرة الطبيب المهرج هي
فكرة رائعة خصوصا بعد الحرب اللي فاتت. الاطفال صاروا يتأثروا بأي
شغلة ولما احنا نيجي عليهم بصير فيه خوف فيه رعب بيخافوا مثلا انه
نعطيهم إبرة وبيخافوا اننا نتعامل معهم بشغلات معينة. ففكرة الطبيب
المهرج رائعة لانها صارت تساعدنا يخففوا عنا لما احنا نيجي نعطي
المريض شغلة. نيجي نعالجه. نيجي نعمل له أي إجراء تمريضي أو طبي.”
ويكسر الصمت الذي يهيمن على أجنحة المرضى في المستشفى صوت
الضحكات والنكات التي يلقيها الطبيبان المهرجان.
وقالت فلسطينية والدة لمريضة بالمستشفى وتدعى سناء القوقا “ما
كانتش (ابنتي) متأقلمة أصلا ع الوضع تماما غير لما صاروا ييجوا
الله يديهم الصحه يارب ويرضى عليهم فانبسطت معهم فادخلوا على قلبها
الفرحه فصارت هي تستنى باليوم اللي هم ييجوا.”
واضاف طفل مريض يدعى عبد الرحمن برهوم “أنا مبسوط كتير عشان
بييجي بندق وماجد وعلوش بيلاعبونا وبيخففوا عنا الوجع وان شاء الله
في ميزان حسناتهم.”
ومن المقرر أن يستمر ذلك المشروع ثمانية أشهر ويتوقع أن يستفيد
منه نحو 500 طفل تتراوح اعمارهم بين ستة أعوام و12 عاما. ويفيد
تقرير لهيئة إنقاذ الطفولة أن زهاء 551 طفلا قتلوا في غزة وأصيب
نحو 3436 آخرين بجراح أثناء تلك الحرب التي فقد فيها أيضا ما يقدر
بنحو 1500 طفل آخرين آباءهم.
خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري)