أنقرة (زمان عربي) – تواصلت ردود الفعل المنددة بالهجمة التي تعرضت لها مجموعة إيبك الإعلامية التي داهمتها الشرطة أمس الثلاثاء بأوامر مباشرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبموافقة الحكومة. وركز السياسيون على عدم امكانية الحديث عن وجود ديمقراطية في بلد تكمم فيه أفواه الإعلام وشددوا على أن عواقب هذه التطورات ستكون خطيرة.
وكان زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو قال في معرض رده على أسئلة الصحفيين حول استهداف مجموعة إيبك الإعلامية في الوقت الذي أقيمت فيه مراسم افتتاح السنة القضائية الجديدة في فندق ريكسوس في أنقرة: “لا تزال الضغوط مستمرة، إلا أننا نراقب الوضع بدقة بالغة . وليس من الممكن الحديث عن الديمقراطية في بلد تقمع فيه الصحافة”.
من جانبه استنكر رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي اقتحام الشرطة لمبنى مجموعة إيبك الإعلامية قائلا: “إننا نشهد منذ وقت طويل ممارسة إجراءات مشددة ضد الإعلام التركي، ومجموعات رؤوس الأموال التي تعيش الآن في قلق كبير. وما يحدث اليوم مثال صارخ على ذلك. ولا يمكن الموافقة عليه”.
وبدوره قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي علي حيدر كونجا: “أنا شخصيا أندهش من نظرة العالم كله إلى تركيا بوصفها بلدًا تُهدَّد فيه الديمقراطية، وذلك بسبب ممارسة الضغوطات على الصحافة في تركيا. ولذلك فأنا أرى أن هذه العمليات التي تستهدف الصحافة ليست صائبة”.
أما محمود طانال النائب البرلماني من حزب الشعب الجمهوري فقد قال: “إن العمليات التي لم ينفذوها بحق الإرهابيين ينفذوها الآن بحق الإعلام. فالإرهابيون اليوم يتجولون كما يشاؤون في أنحاء تركيا كافة. ومع ذلك لا يتخذ المسؤولون أي إجراء بحق الإرهابيين، بينما يمارسون الضغوط على المؤسسات الإعلامية”.
وأضاف طانال: “بيد أن حزب العدالة والتنمية أقدم على خطوتين بعد انتخابات 7 يونيو/حزيران. الأولى هي تنفيذ عمليات عسكرية في جنوب شرق البلاد، ما أدى إلى ترحيل الناس من مناطقهم، وبذلك سيُمنعون من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المبكرة في أول نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
أما الخطوة الثانية فهي ممارسة الضغوط التي تبث الأخبار لتنوير الشعب وإعلامه بما يدور من أحداث. وأنا بدوري أشجب ذلك. علما بأن هذه التصرفات دليل على انهيار العدالة والتنمية. إذ إن تركيا هي أول بلد يُتهم فيه الصحفيون بالإرهاب وتُنفَّذ بحقهم العمليات.كما أن العملية التي استهدفت مجموعة إيبك الإعلامية اليوم، إنما هي عملية تجر تركيا نحو الفقر. فالذي قام بهذه العملية التي استهدفت الصحافة اليوم قد يستهدف فيما بعد الصيادلة وصانعي الأحذية وغيرهم”.
https://youtu.be/Hs-e3JoY7Z4