(لاضافة الوصول الى ألمانيا)
من كارين ستروكر وكاتي ستيفنس
فيينا/ميونيخ 31 أغسطس آب (رويترز) – وصلت قطارات تحمل مئات
المهاجرين الى النمسا وألمانيا قادمة من المجر اليوم الاثنين فيما
انهارت قواعد طلب اللجوء في الاتحاد الاوروبي تحت وطأة موجة من
المهاجرين لم يسبق لها مثيل في الاتحاد.
وبينما واصل الاف الرجال والنساء والاطفال – كثيرون منهم فارون
من الحرب الاهلية في سوريا – الوصول من الشرق سمحت السلطات لالاف
الاشخاص الذين لا يحملون وثائق بالسفر الى ألمانيا الوجهة المفضلة
للكثيرين منهم.
ويمثل التدفق أزمة للاتحاد الاوروبي الي ألغى قيود الحدود بين
26 دولة في “منطقة شينجن” لكنه يشترط ان يقدم طالبو اللجوء طلبا في
أول بلد بالاتحاد الاوروبي يصلون اليه -وهو شيء يتم تجاهله غالبا
مع قدوم المهاجرين من أطراف الاتحاد الى وسطه الاكثر رفاهية.
وتماشيا مع قواعد الاتحاد الاوروبي قال متحدث باسم الشرطة
النمساوية ان الذين قدموا بالفعل طلبات لجوء في المجر سيسمح لهم
بالدخول – لكن ضغوط الاعداد استمرت وسمح للقطارات بالتحرك.
وقال خليل البالغ من العمر 33 عاما -وهو مدرس للغة الانجليزية
من مدينة كوباني السورية- بينما كانت زوجته تحمل طفلتهما المريضة
وهي تصرغ على ذراعيها في محطة فيينا “الحمد لله لم يطلب أحد منا
جواز سفر… لا شرطة ولا مشكلة.”
وروى كيف استطاع هو وأسرته شراء تذاكر القطار في بودابست
واتجهوا إلى هامبورج في ألمانيا. واضاف أنه على يقين أنه سيلقى
ترحيبا أفضل هناك بعد أن ساروا على غير هدى في البلقان والمجر.
وقال “فيما يتصل بألمانيا فإن السوريين يسمون (المستشارة
أنجيلا) ميركل ماما ميركل.” في إشارة إلى تعليقات متعاطفة نسبيا
للزعيمة الألمانية ردا على أزمة المهاجرين.
وقالت ميركل إن أزمة المهاجرين قد تدمر مبدأ حرية الانتقال في
أوروبا التي أرستها اتفاقية شينجن. وتتوقع ألمانيا استقبال نحو 800
الف مهاجر هذا العام وهو عدد أكبر مما يتوقعه أي بلد في الاتحاد
الأوروبي.
وقالت إنه إذا لم تتمكن أوروبا من الاتفاق على توزيع عادل
للاجئين فستكون منطقة شينجن محل تساؤل.
وأبلغت مؤتمرا صحفيا في برلين “إذا لم ننجح في توزيع عادل
للاجئين فسيكون موضوع منطقة شينجن في جدول أعمال الكثيرين.”
وقالت “إننا أمام تحد وطني جسيم. وسيكون هذا تحديا رئيسيا لا
لعدة أيام أو أشهر وإنما وقتا طويلا.”
لكن ليس من المؤكد ان وجهة نظرها هي التي ستسود عندما يعقد
وزراء الاتحاد الاوروبي اجتماع أزمة في 14 سبتمبر ايلول. وتقول
بريطانيا غير العضو في منطقة شينجن ان نظام الحدود الحرة جزء من
المشكلة وان دول وسط أوروبا تزمع معارضة أي حصص ملزمة.
واختلط اللاجئون الذين تمكنوا من ركوب القطارات المتجهة غربا
اليوم الاثنين مع مسافري درجة رجال الاعمال والسياح الذين كان
بعضهم غاضبا لتأخر رحلتهم.
وقالت اورسوليا جاكاب (35 عاما) وهي محاسبة مجرية “هناك طائرة
يجب ان ألحق بها من مطار فيينا. ركبت القطار بسبب نقاط التفتيش على
الطرق وزحام المرور … والان يحدث هذا ؟”
وخارج محطة فيينا ردد الاف المؤيدين للمهاجرين عبارة “مرحبا
باللاجئين هنا”.
وقال أوتوين شوبر وهو متقاعد من فيينا تأثر لاكتشاف 71 مهاجر
موتى في شاحنة في النمسا الاسبوع الماضي “هؤلاء الناس يحتاجون الى
مساعدة .. لقد جاءوا من وضع مرعب ويجب ألا نفكر مرتين بشأن
مساعدتهم.”
وأوقفت السلطات النمساوية مئات اللاجئين واعتقلت خمسة مهربين
في الطريق السريع من المجر حيث عثر على الشاحنة المهجورة بالقرب من
الحدود المجرية.
وفي محطة القطارات في ميونيخ بجنوب المانيا قالت الشرطة ان 400
مهاجر وصلوا على قطار من المجر عبر النمسا.
وفي وقت لاحق وصل ايضا قطاران من المجر يحملان بضع مئات من
اللاجئين معظمهم سوريون.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية- تحرير وجدي الالفي)