إسطنبول (زمان عربي) – كشفت صحيفة “طرف” التركية عن أن الرئيس رجب طيب أردوغان يخطط لتأجيل الانتخابات التشريعية المبكرة إذا ما انخفضت نسبة أصوات حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى 35 في المئة أو في حال ظهور احتمال تشكيل حكومة ائتلافية بين حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية أو حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي.
وبحسب الصحيفة؛ فإن ادّعاءات تأجيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بدأت تتحول إل حديث الساعة والمحور الرئيسي للنقاش في كواليس السياسة.
وأفادت مصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية بأن احتمال تمكن حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية أو حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي من الحصول على مقاعد برلمانيّة تمكن أيا منهما معا من تشكيل حكومة ائتلافية، أو احتمال تراجع أصوات العدالة والتنمية إلى 35 في المئة؛ سيؤدي إلى تأجيل الانتخابات لمدة عام.
ومع تحوّل الأنظار إلى الانتخابات المزمع إجراؤها في الأول من نوفمبر المقبل عقب تشكيل حكومة مؤقتة الأسبوع الماضي في أعقاب فشل جهود تشكيل حكومة ائتلافية مع أي من الأحزاب الممثلة في البرلمان، اشتعلت الأوساط السياسية في أنقرة بنقاش حول تأجيل الانتخابات المبكرة لعام واحد لدواع أمنية.
وعن تفاضيل مخطط تأجيل الانتخابات لمدة عام؛ أدّت التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء أحمد داوداوغلو عقب تشكيل الحكومة المؤقتة بقوله: “سنعمل مثل حكومة تنفيذية لمدة أربعة أعوام”، إلى نزع فتيل نقاش حول ما إذا كان يخطّط لتأجيل الانتخابات المقرر إجراؤها في الأول من نوفمبر لمدة عام.
وسبق أن زعم عبد اللطيف شنر، النائب الأسبق لرئيس الوزراء، أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، في الأيام القليلة الماضية، أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيقوم بتأجيل الانتخابات المبكرة لمدة عام.
وتسببت كل هذه الادّعاءات في نقاشات ساخنة في أنقرة حول ما إذا كانت ستجرى الانتخاب المبكرة في الأول من نوفمبر أم لا.
مخطط السيناريوهات الثلاثة داخل العدالة والتنمية
وتحدث كل من القصر الأبيض (قصر أردوغان) وحزب العدالة والتنمية عن ثلاثة مخاطر منفصلة تتعلق بتأجيل الانتخابات المبكرة؛ إذ أفادت مصادر مطلعة على كواليس العدالة والتنمية بأن القصر والحزب أجريا محاكاة على أساس ثلاثة سيناريوهات منفصلة بشأن نتائج الانتخابات التي ستعقد في الأول من نوفمبر.
ويأتي على رأس هذه السيناريوهات الثلاثة السيناريو الذي يستند إلى قاعدة بيانات جيّدة، كما يتضمن وصول العدالة والتنمية في انتخابات الأول من نوفمبر إلى سُدة الحكم بمفرده. بمعنى أنه يشتمل على الفوز بأكثر من 20 نائبًا آخرين في هذه الانتخابات.
أما السناريو الثاني؛ فهو يرتكز على حفاظ حزب العدالة والتنمية على أصواته في الانتخابات المبكرة وكذلك على لقبه بالحزب الأول في تركيا. ويتوقع في هذا السيناريو أن يتم إطلاق مشاورات تشكيل حكومة ائتلافيّة مجددًا عقب الانتهاء من الانتخابات المبكرة.
أما السيناريو الثالث، الذي يوصف بـ”السيناريو الكارثة” داخل الحزب؛ فهو يقول بوصول حزب الشعب الجمهوري إلى عدد مقاعد برلمانيّة تتيح له تشكيل حكومة ائتلافية مع حزبي الحركة القومية والشعوب الديمقراطي. ولذا يُدّعى أنه في هذه الحالة سيتم طرح الحديث حول فكرة تأجيل الانتخابات المبكرة لمدة عام.
ويمكن القول بأن تحقيق القصر الأبيض والحزب الحاكم الاستراتيجية المشكلة عقب انتخابات السابع من يوينو، خطوة بخطوة، قد تسبب في أخذ ادّعاءات تأجيل الانتخابات لمدة عام على محمل الجد.
ويتمتع الرئيس رجب طيب أردوغان بصلاحية تأجيل الانتخابات لمدة عام بسبب حالة الحرب في البلاد، وذلك وفق المادة رقم 78 من الدستور التركي. وفي حال حدوث تأجيل محتمل ستواصل الحكومة المؤقتة الحالية البقاء في الحكم، وهو ما يعني أن تركيا ستُدار لمدة عام آخر من قبل أردوغان.