بقلم: صابر عبد الفتاح المشرفي
حان الوقت لتعلم العربية
تحتل اللغة العربية المرتبة الرابعة عالميًّا بين أكثر اللغات تحدثا وانتشارا، وتعد بحسب تقرير لغات المستقبل الصادر عن المجلس الثقافي البريطاني أكثر ثاني لغة أهمية لبريطانيا في المستقبل.
لطالما شكل تعلم اللغات الأجنبية جزءا أساسيا من حياة البشر ولطالما قامت مواد تعليم اللغة بدور هام في عملية تعلمها. وبالنظر إلى المواد المتاحة لتعليم اللغات، يجد المرء بونًا شاسعًا بين الكتب التعليمية والمواد المتاحة لتعلم لغة كالإنجليزية وبين غيرها من اللغات.
فالخيارات المتاحة والخاصة بالكتب التعليمية والمواد التدريسية للغات من غير الإنجليزية تتسم بالقلة، كما يعوز تلك الكتب الكثير من التطوير فيما يخص منهجها ومحتواها. وليست العربية بدعا من ذلك كله.
ولملئ الفجوة التي يشهدها سوق تعليم العربية وتلبية للحاجة إلى وجود كتاب تعليم للغة العربية المعاصرة، اضطلعت دار النيل للنشر، ومقرها القاهرة بجمهورية مصر العربية، بتطوير سلسلة جديدة وديناميكية لكتب تعليم العربية على يد فريق من المؤلفين المصريين من ذوي الخبرة والكفاءة. وأطلقت عليها اسم “التكلم”.
إن العربية لا تكتسب أهميتها من خلال احتلالها المركز الرابع عالميا بين أكثر اللغات استعمالا وتحدثا فقط، بل لأنها لغة القرآن الكريم. وبناء عليه، يهتم معظم المسلمين اليوم بتعلم الحروف العربية فقط رغبة منهم في اكتساب القدرة على قراءة القرآن الكريم وتلاوته. ولكنهم لا يتعلمون اللغة كي يتمكنوا من التواصل بها مع الآخرين.
ويعد أحد أهم أسباب ذلك هو الاستمرار في استخدام مواد تعليمية وتدريسية بالية، تتبع طرقا ومناهج تقليدية عتيقة بدلا من استخدام المناهج الإبداعية والتواصلية المستخدمة في معظم كتب تعليم اللغات في الوقت الراهن.
كما أن هناك سببًا آخر ألا وهو ما تعرضت له اللغة العربية القياسية من تجاهل، ونتج عن ذلك أنه بعد نحو عشرين عامًا من دراسة اللغة العربية الفصحى يجد الطلاب أنفسهم عاجزين عن التواصل بشكل لائق باللغة العربية المعاصرة أو الوقوف على معاني الصحف المكتوبة بها. ونظرا لأن “التكلم” قد صيغ خصيصا لمعالجة تلكم الصعوبات، فقد ذاع صيت السلسلة وشاع خبرها وتبنتها منذ نشرها في أكتوبر 2014 العديد من المؤسسات حول العالم، من الولايات المتحدة وحتى المملكة المتحدة، ومن البلقان وحتى أفريقيا.
تتميز سلسلة التكلم عن السلاسل التعليمية الأخرى بما يأتي: تبنيها لتقنيات التعليم الحديثة، ومقاربتها المتدرجة من السهل إلى الأصعب وهو ما يجد المتعلمون معه شعورًا بالأريحية والاستعداد لمواجهة تحدى تعلم لغة جديدة. هذا فضلا عن الأعمال الفنية التوضيحية، وطريقة الإخراج البسيطة والسهلة، والطباعة الفاخرة، والدعم بمواد تكميلية مباشرة تحتوي على التدريب على المهارات، واختبارات التقدم والمعاجم المدعمة بخمسة عشرة لغة لمساعدة كل من المتعلمين والمعلمين على حد سواء.
تعد الفئة العمرية المثالية للتعلم بين يدي هذه السلسلة الشاملة هي فئة الشباب والبالغين. ويمكن للمدارس الثانوية، ومعاهد تعليم اللغة العربية، والجامعات في معاهدها التحضيرية باللغة العربية، وكذا المعلمين الخاصين، يمكن لكل هؤلاء الإفادة من هذه السلسلة التعليمية الجديدة.
من موقع مجلة حراء