ديار بكر (زمان عربي) – بات أهالي المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من تركيا بين شقي رحى الإرهاب والعمليات الأمنية في الفترة الأخيرة بعد إنهاء عملية السلام الداخلي الرامية إلى تسوية المشكلة الكردية عقب الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من يوينو/ حزيران الماضي وحطّمت حلم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في تطبيق النظام الرئاسي بعدما فشل حزب العدالة والتنيمة في الانفراد بالحكم والحصول على الأغلبية البرلمانية المطلقة.
ويمكن القول إن المدن الواقعة جنوب وجنوب شرق تركيا، ذات الأغلبية الكردية، عادت مرة أخرى إلى عقد التسعينيّات جراء العمليات الإرهابية المتوالية التي يشنها مقاتلو منظمة حزب العمال الكردستاني والتي تسفر يوميًا عن استشهاد رجال الأمن والجنود والمدنيين، إضافة إلى مقتل العشرات من الإرهابيين التابعين للعمال الكردستاني الذي يعد الطرف الرئيس في عملية السلام. وهو ما أفضى إلى إقامة السلطات التركية مناطق آمنة خاصة في بعض المدن على خلفية ازدياد هذه الهجمات. وبدأت المنطقة تشهد نزوحًا عاماً، لا سيما في بلدتي شمدينلي وسيلوان التابعتين لمدينة حكاري بعد تفاقم الاشتباكات بين الجانبين. وأعرب نائب حزب الشعب الجمهوري ليفنت جوك عن إحصاءات مخيفة في هذا الصدد وقال إنه “يُقال إن ما يزيد عن 100 ألف شخص نزحوا من المنطقة”.
وشهد الشهر الماضي إغلاق ما مجموعه 77 منطقة تحت مسمى “منطقة آمنة خاصة” و6 مناطق تحت مسمى “منطقة عسكرية مؤقتة” في 15 مدينة مختلفة هي؛ أرداهان وأغري وكارس وأرضروم وديار بكر وتونجالي وماردين وشيرناق وسعرت ووان وحكّاري وعثمانيّة وغازي عنتب وكيليس وشانلي أورفا. على أن هذا القرار الذي ينبغي اتخاذه في العادة بعد استشارة مجلس الوزراء للبرلمان حسب القوانين يتم اتخاذه من قبل لجنة مكونة من خمسة أشخاص مشكّلة داخل المحافظات.
من جانبه، قال ليفنت جوك نائب رئيس الكتلة البرلمنية لحزب الشعب الجمهوري الذي أعدّ تقريرًا حول الموضوع وأجرى مباحثات في المناطق الآمنة الخاصة المشكّلة في مدينة تونجالي قبل فترة قصيرة؛ إن حزب العدالة والتنمية الذي حصل على أصوات من المواطنين في الانتخابات التي أجريت قبل ثلاثة أشهر من خلال شعارات رنّانة تحتوي عبارات مثل “بدأت عملية السلام وتوقفت الأمهات عن البكاء وذرف الدموع. وتم إلغاء حالة الطوارئ القصوى، وانتهت المداهمات. أعيش في قريتي في حرية كما أشاء” هو المسؤول اليوم عن بكاء الأمهات اللائي يبكين على أولادهنّ الشهداء وهو السبب في حالة الضغط والقمع التي يشهدها أهالي المنطقة.
واستدرك جوك قائلا “لقد تم استغلال مشاعر وأفكار الشعب قبل ثلاثة أشهر. والمشهد الراهن بعد هذه الفترة هو أن رئيس الجمهورية (أردوغان)، صاحب الوصاية المفروضة على حزب العدالة والتنمية أوقف عملية السلام مع الأكراد. وأولئك الذين حصلوا على أصوات قبل 3 أشهر مستغلين هذه العملية ووعود إحلال السلام وتحقيق الاستقرار بالبلاد يعلنون اليوم مناطق آمنة خاصة بقرار من المحافظين في 77 منطقة في 15 مدينة بتركيا، فضلا عن 6 مناطق عسكرية مؤقتة. ومازالت حالة الطوارئ تستمر في 15 مدينة”، حسب تعبيره.