ماردين (تركيا) (زمان عربي) – لم يغب عن أنظار الذين شيّعوا جنازة يعقوب متيه رجل الأمن الذي استشهد أمام منزله بعد مرور 15 شهرًا من تعيينه في الشرطة نتيجة تفجير نفذه إرهابيون عندما كان في طريقه لزيارة أسرته المقيمة في بلدة نصيبين التابعة لمدينة ماردين جنوب شرق تركيا مشهد الفقر الذي بدا على أسرته إذ كانت أمه تلبس شبشبًا وكان والده مرتديًا معطفًا شتويًّا.
وصدح نواح وبكاء كل من والدة الشهيد سيفي متيه ووالده ضياء متيه اللذين وفدا من ناحية أكارصو التابعة لبلدة نصيبين لتشييع جنازة ابنهما في فناء مديرية أمن ماردين.
إلا أن الأمر الذي أدمى قلوب الحاضرين عندما صاحت أم الشهيد يعقوب وهي تذرف الدموع وعيناها لا تفارق جنازة فلذة كبدها أثناء تشييعه إلى مثواه الأخير قائلة: “احترقت روحي على فراق فلذة كبدي الغالي. حفظكم الله ورعاكم من مثل هذه الحوادث. لم يكن لأحد حق في قتل ابني”.
وشوهد والد الشهيد يعقوب وأمه وذووه وأقاربه يصعب عليهم الوقوف على أقدامهم بعدما ساءت حالتهم الصحية لدرجة أنهم أصيبوا بانهيار عصبي بعد أن أكثروا من البكاء والنحيب على فقيدهم لمدة طويلة.
وتقطعت قلوب الحاضرين أكثر عندما شوهدت أم الشهيد التي ظلت تذرف الدموع طوال الجنازة مرتدية شبشبًا في قدميها وكان والده مرتديًا معطفًا شتويًّا رغم حرارة الجو.
وكان يعقوب متيه، وهو أصغر أفراد أسرته، باشر وظيفته في شرطة مكافحة الشغب بمديرية أمن ماردين جنوب شرق تركيا في 26 يونيو/ حزيران 2014. وأوضحت أسرته أنه كان يتولى تدبير أمور معيشتهم حيث أن لديه 5 أخوة و4 أخوات.