إزمير (زمان عربي) – الجهود المضنية التي يبذلها السوريون الذين لجأوا إلى تركيا فارين من ويلات الحرب الأهلية التي تعصف ببلادهم وقصص كفاحهم في سبيل العيش بكرامة تدمي القلوب. ولعل أكثر المتضررين من هذه المعيشة الشاقة هم الأطفال.
ويجوب معظم هؤلاء الأطفال الطرقات حفاة الأقدام يتسوّلون للحصول على المال أو قطعة خبز يسدون بها رمقهم. وهذا الوضع لا ينطبق على الأطفال فحسب، بل على أمهاتهم أيضًا في منظر يرثى له. إذ تضطر الأمهات السوريات اللائي ينمن ويستيقظن في أفنية جوامع مدينة إزمير غرب البلاد وعلى المقاعد المنشرة بالشوراع والحدائق وحارات المدينة لتنظيف أبنائهن في أماكن الوضوء الموجودة في أفنية الجوامع.
وبحسب بيانات رسمية لوزراة الداخلية؛ يعيش في تركيا مليون و905 آلاف لاجئ سوري مسجلين بشكل رسمي. فيما تقول بعض التقارير غير الرسمية إن هذا الرقم يبلغ مليونين ونصف المليون سوري.
وتقول معطيات وزارة الداخلية إن هناك 69 ألفًا و350 سوريًّا يعيشون في مدينة إزمير الساحليّة، وإن جزءًا كبيرًا من السوريين الذين يعيشون في الشوارع يحاولون السفر إلى اليونان ومن هناك إلى الدول الأوروبية الأخرى بطرق غير شرعية عن طريق سواحل بحر إيجة في تركيا.
ويقضي اللاجئون السوريون الذين يحلمون بمعيشة أفضل أوقاتهم حتى الصباح في المناطق التي تقع في قلب إزمير مثل حي “باسمانة” بمنطقة كوناك ومحيطها. ويتكدس فناءي جامعي “تشوراق كابي” و”خاتونيّة” باللاجئين السوريين.
أما النساء السوريات فيقمن بتنظيف أطفالهن يوميًا في الأماكن التي يقوم فيها مئات الأشخاص بالوضوء في فناء الجامع. كما يقمن بغسل الملابس المتسخة في أيام الصيف الحارة في صنابير الجامع. كما تنام وتستيقظ العائلات السوريات التي تتخذ من شارع “أوتلّار” مسكنًا وملاذًا لهم في مناطق الظل هربًا من قيظ الحر، ويتناولون طعامهم في نفس المكان.
ويُذكر أن العديد من المحال في حي “باسمانة” أكثر المناطق التي يوجد بها سوريون في إزمير جعلت لافطتها باللغة العربية من أجل السوريين. حيث توجد أعداد كبيرة جدًا من المطاعم التي تقدم أكلات سورية.