عدن 20 أغسطس آب (رويترز) – قال شهود إن عبوة ناسفة انفجرت قرب
مكتب محافظ عدن في جنوب اليمن اليوم الخميس ودعا الاتحاد الأوروبي
أطراف الصراع الى تجنب قصف البنية التحتية المدنية بعد ضربات جوية
شنها التحالف الذي تقوده السعودية على ميناء الحديدة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير في عدن التي تسيطر عليها
قوات متحالفة مع الرئيس اليمني المقيم في الرياض عبد ربه منصور
هادي بعد أن نجحت في إجبار الحوثيين على الانسحاب منها الشهر
الماضي.
وذكر مسؤول أن محافظ عدن كان في مكتبه وقت وقوع التفجير لكنه
لم يصب بسوء.
وعلى بعد مئات الكيلومترات في صحراء الربع الخالي قال مسؤول
محلي إن مسلحين مجهولين هاجموا موقعا عسكريا تابعا للقوات الموالية
للحكومة اليمنية في مديرية ثمود على مقربة من الحدود مع السعودية
مما اسفر عن مقتل اربعة جنود.
وفي بيان على الإنترنت قال تنظيم الدولة الإسلامية إنه شن
الهجوم على “جيش الردة” في أول هجوم معروف يشنه التنظيم على قوات
الحكومة اليمنية منذ ظهوره في البلاد هذا العام.
وتسلط هذه الهجمات الضوء على الوضع الهش للحكومة اليمنية على
الرغم من مئات الغارات التي شنها التحالف العربي الذي تقوده
السعودية لاستعادة سيطرتها على البلاد.
ونجح التحالف في استعادة سيطرة الحكومة اليمنية على معظم جنوب
اليمن وحرمان الحوثيين المتحالفين مع ايران من المكاسب التي حققوها
بعد خمسة شهور من بدء الحرب.
واليوم الخميس ذكر مسؤولون محليون أن غارات جوية شنها التحالف
العربي أصابت أهدافا في شمال اليمن بينما تقترب خطوط المواجهة من
معاقل الحوثيين هناك.
ووقعت الهجمات في خمس محافظات تسيطر عليها جماعة الحوثي وأصابت
المطار العسكري في العاصمة صنعاء وسط تقدم بري سريع للمقاتلين
اليمنيين المدعومين من التحالف العربي.
وجاءت الهجمات في أعقاب ضربات جوية على ميناء الحديدة المطل
على البحر الأحمر يوم الثلاثاء قال مسؤولون إنها دمرت رافعات
ومخازن في النقطة الرئيسية لإدخال المساعدات الى شمال البلاد.
وندد الاتحاد الأوروبي بالهجمات.
وقال المتحدثان باسم مسؤولة السياسة الخارجية فيديريكا
موجيريني وكريستوس ستيليانيدس منسق المساعدات الانسانية وإدارة
الأزمات بالاتحاد في بيان مشترك “الضربات الجوية وقصف منشآت ميناء
الحديدة في الآونة الأخيرة يضعان عقبة إضافية وفورية في طريق
استيراد الأغذية والوقود والأدوية وغيرها من السلع الضرورية لتلبية
بعض من الاحتياجات الاكثر إلحاحا للسكان.”
وأضاف البيان “يدعو الاتحاد الأوروبي جميع أطراف الصراع الا
تستهدف البنية التحتية المدنية عمدا.”
وبدأ التحالف الذي تقوده السعودية غاراته الجوية في أواخر مارس
آذار بعدما تقدمت الجماعة الشيعية من الشمال صوب عدن في حرب أهلية
حصدت أرواح أكثر من 4300 شخص.
*سفك دماء غير مبرر
ويوم الثلاثاء أصابت غارة جوية مدرسة بمحافظة عمران شمالي
صنعاء مما أسفر عن مقتل 13 مدرسا وأربعة أطفال في هجوم استنكرته
الأمم المتحدة ووصفته بأنه “سفك دماء لا مبرر له”.
وقال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان “لا يمكن
لأي دولة أو مجتمع أن يتحمل أن يفقد أطفاله بسبب صراع سواء جراء
الهجمات المباشرة أو سوء التغذية أو المرض أو نقص التعليم أو
الصدمات الناتجة عن الأهوال التي عايشوها” مشيرة إلى أن نحو ثمانية
أطفال يقتلون أو يصابون يوميا في الحرب.
ولا يزال التوصل إلى اتفاق سياسي أمرا بعيد المنال مع استمرار
المعاناة والجوع في الانتشار خاصة بعد أن قصف التحالف المركز
التجاري الرئيسي لشمال اليمن في ميناء الحديدة هذا الأسبوع.
وحذرت إرثارين كازين مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع
للأمم المتحدة بعد زيارة استمرت ثلاثة ايام لليمن من أن العنف
وحصارا شبه كامل يفرضه التحالف العربي قد يخرج الجوع المتفشي في
أنحاء البلاد عن نطاق السيطرة.
وقالت “كانت عشر من محافظات اليمن الاثنتين والعشرين عند
مستويات حرجة بالفعل في يوليو. نقف على بعد خطوة واحدة من
المجاعة.”