صنعاء 18 أغسطس آب (رويترز) – قال مسؤولون بميناء الحديدة في
اليمن إن طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية قصفت الميناء
في وقت مبكر اليوم الثلاثاء فدمرت رافعات ومخازن في مركز رئيسي
لدخول المساعدات الواردة من الخارج إلى شمال البلاد.
وقالت قنوات تلفزيونية عربية إن القتال استمر أثناء الليل في
مدينة تعز ثالث أكبر مدن اليمن إذ حاولت جماعات تقاتل الحوثيين
تعزيز التقدم الذي أحرزته في الآونة الأخيرة للسيطرة على المدينة.
وفي نفس الوقت قالت منظمة العفو الدولية ان الحملة الجوية التي
تقودها السعودية خلفت “سلسلة من الاثار الدموية لقتل مدنيين” وهو
ما يمكن أن يرقى إلى مستوى جرائم حرب.
وقال تقرير لمنظمة العفو الدولية إن المنظمة حققت في ثماني
ضربات جوية للتحالف في اليمن قتلت 141 مدنيا بينهم أطفال.
وقالت المنظمة إن الأدلة كشفت عن نمط من الضربات ضد المناطق
المأهولة التي لم يتسن في معظمها رصد أهداف عسكرية قريبة.
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في التحالف للتعليق على
تقرير منظمة العفو الدولية لكنهم نفوا في السابق استهداف المدنيين.
وقالت المنظمة أيضا انها حققت في 30 هجوما في عدن وتعز نفذه
الحوثيون أسفر عن مقتل 68 مدنيا وإنها ترقى أيضا الى مستوى جرائم
حرب.
وكان الحوثيون سيطروا على صنعاء في سبتمبر أيلول قائلين إن هذه
ثورة على حكومة فاسدة ثم سيطروا على معظم أنحاء البلاد.
وسافر الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم الى عدن ثم إلى
الرياض في مارس آذار. وتدخلت دول عربية بقيادة السعودية في الصراع
لصد ما تعتبره مدا للنفوذ الإيراني في ساحتها الخلفية.
وشنت قوات موالية للرئيس هادي بدعم من طائرات دول عربية خليجية
وأسلحة وتدريب هجمات على عدن في الشهر الماضي وأعلنت أنها حققت
سلسلة من المكاسب ضد الحوثيين.
وقتلت الحرب في اليمن أكثر من 4300 شخص كثير منهم مدنيون كما
انتشر الجوع والمرض.
وأصبحت الحديدة التي تبعد نحو 150 كيلومترا الى الغرب من صنعاء
نقطة رئيسية في الأزمة الإنسانية اليمنية التي وصفتها اللجنة
الدولية للصليب الاحمر في الاسبوع الماضي بأنها حرجة.
وقال مسؤولون ان الغارات الاخيرة دمرت أربع رافعات بالميناء
وأصابت مخازن وتسببت في توقف العمل. ولم ترد معلومات عما كان
موجودا في المخازن.
وسبق أن اشتكت جماعات إغاثة من أن الحصار البحري الذي يفرضه
التحالف حال دون دخول مساعدات إلى اليمن. واتهم التحالف الحوثيين
بالاستيلاء على شحنات مساعدات لاستغلالها في أغراض الحرب.
وكانت جماعات يدعمها التحالف قد أخرجت الحوثيين من بعض
المحافظات الجنوبية منذ أواخر يوليو تموز الماضي ورغم أن ذلك سمح
بوصول المساعدات إلى عدن في الجنوب فمازالت الأزمة الإنسانية في
وضع حرج في بقية المناطق.
وإلى جانب التقدم من الجنوب تقاتل القوات المدعومة من التحالف
أيضا الحوثيين وقوات صالح على جبهة ثانية حول مأرب إلى الشمال
الشرقي من صنعاء.
ويحتفظ المقاتلون الحوثيون ووحدات من الجيش موالية للرئيس
السابق علي عبد الله صالح بموطئ قدم لهم في تعز كما يسيطرون على
المرتفعات الشمالية وسهل ساحلي مطل على البحر الأحمر يصل جنوبا
إلى إب التي حقق فيها مقاتلون يدعمهم التحالف العربي تقدما الأسبوع
الماضي.
وتقع إب على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الشمال من تعز وتبعد 200
كيلومتر عن ميناء الحديدة في الاتجاه الجنوبي الشرقي.
وتتنافس إيران الشيعية مع السعودية السنية على النفوذ في
المنطقة وتخشى الرياض أن تستغل طهران أي انتصار قد يحققه الحوثيون
لتوسيع نفوذها في المنطقة وتطويق الدول الخليجية وتقويض أمنها.