إسطنبول (زمان عربي) – على الرغم من مرور 16 عامًا على زلزال مرمرة في إسطنبول الذي يعد أكبر زلزال ضرب تركيا في السابع عشر من أغسطس/ آب عام 1999 والذي خلّف أكثر من 17 ألفا من الضحايا ودمر آلاف المباني لاتبدو الدولة بأجهزتها المختلفة مستعدة حتى الآن لمواجهة أية زلازل جديدة.
وعقب زلزال مرمرة الذي بلغت قوته 7.4 درجات على مقياس ريختر قامت المؤسسات والهيئات الحكومية بتخصيص ميزانيات كبيرة وعقدت مؤتمرات وندوات وأعدت الكثير من التقارير. إلا أن الخطة الرئيسية للزلازل في إسطنبول، التي أعدتها أربع جامعات كبيرة في تركيا عام 2003 هي جامعات الشرق الأوسط التقنية (ODTÜ) وإسطنبول التقنية (İTÜ) وبوغازتشي ويلديز التقنية، والقرارات التي تم اتخاذها في اللقاءات والاجتماعات التي عقدتها الحكومة في الفترة ما بين 2004 حتى 2009 لم تدخل حيز التنفيذ.
ويوضح الخبراء أن نحو 70 في المئة من السكان يعيشون في مناطق مهددة بالزلازل وأن 20 مليون مبنى معرض للهدم إذا وقع زلزالا متوسط الحجم. ويقول الخبراء إنه بالرغم من ذلك فجميع التدابير مجرد حبر على ورق ولم يدخل أي منها حيز التنفيذ.
ويشير الخبراء إلى وجود أمثلة ونماذج ملموسة على ذلك من أبرزها التكسب من وراء مشروع التحول الحضري الذي أطلقته الحكومة بهدف تقليل مخاطر الكوارث الطبيعية، وعدم وجود خطة لإدارة الكوارث، وحالة الفوضى الحادثة في المواصلات، إضافة إلى فتح جميع مناطق الزلازل للبناء عليها.
من جانبه قال جمال جوكتشك رئيس شعبة غرفة المهندسين المدنيين بإسطنبول إن المجلس المركزي للكوارث بإسطنبول المكون من 14 شخصًا والذي كان أحد أعضائه عقب زلزال مرمرة عام 1999 ، عمل لمدة 3 سنوات تحت رئاسة المحافظ الذي كان موجودًا آنذاك، وحدد 493 منطقة تجمع وأماكن إيواء. إلا أن ثلاثة أرباع هذه الأماكن اليوم سُلّمت لرجال الأعمال الذين يفتحون تلك الأراضي للبناء عليها وللمكاسب غير الشرعية.