القاهرة (وكالات) – تبدأ اليوم الاثنين فعاليات المؤتمر العالمى لدار الإفتاء المصرية بمشاركة وفود من كبار المفتين من 50 دولة وتستمر لمدة يومين تحت عنوان «الفتوي.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل» تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية في مصر، إن المؤتمر يهدف إلى التعرف على المشكلات فى عالم الإفتاء المعاصر، ومحاولة وضع الحلول الناجحة لها وبخاصة فيما يتعلق منها بمعرفة المخرج الشرعى الصحيح من الاضطراب الواقع فى عالم الإفتاء، والتعريف بالأدوار التى يمكن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها فى تصويب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية، وكذلك كشف اللثام عن السلبيات التى عاقت عملية الإفتاء فى هذا العصر عن أداء وظائفه الحقيقية وحوَّلته إلى أحد أشكال الأزمة التى يعيشها المسلمون فى عصرنا الراهن.
وتناقش الجلسة الأولى للمؤتمر الإفتاء وأثره فى استقرار المجتمعات، وتشتمل على عدد من البحوث، وهى أهمية الإفتاء وضوابطه، ومجالات عمل الإفتاء، وأثر الإفتاء فى استقرار المجتمعات، أما الجلسة الثانية فتناقش المحور الثاني: الفتاوى ومواجهة التطرف والتكفير والتعصب المذهبي، ويشتمل على البحوث: معايير التطرف فى الفتاوي، والجهود الإفتائية فى مواجهة التطرف والتكفير، ومواجهة التعصب المذهبى فى الإفتاء.
وتناقش الجلسة الثالثة المحور الثالث: الوسطية فى الإفتاء والتجديد فى علوم الفتوي، ويشتمل على البحوث الوسطية فى الإفتاء بين الحقيقة والادعاء، ومراعاة تغُّير الفتوى بتغيُّر الجهات الأربع فى النوازل، والتجديد فى علوم الفتوي.
أما في اليوم الثانى فتعقد جلسة نقاشية حول آليات ضبط الفتوي، وجلسة أخرى تناقش الإفتاء والتنمية، ويشتمل على البحوث: مقصد العمران وعلاقته بالفتوي، والفتاوى الاقتصادية وضوابط التنمية، والفتاوى الاجتماعية وأثرها فى تنمية المجتمع.
وسيتم خلال المؤتمر إطلاق عدد من المبادرات يأتى فى مقدمتها الدعوة إلى تشكيل أمانة عامة لدور الإفتاء يكون مقرها الدائم بالقاهرة، كمنظمة دولية متخصصة تقوم بالتنسيق بين الجهات العاملة فى مجال الإفتاء فى جميع أنحاء العالم، بهدف رفع كفاءة الأداء الإفتائى لهذه الجهات، وزيادة فاعليتها فى مجتمعاتها، والتنسيق بين دور الإفتاء لبناء تكتل إفتائى وسطى علمـى منهجـى يعمل على حصار ظاهرة تصدى غير المؤهلين للإفتاء، ومن ثم القضاء عليـها من خلال ابتكار حلول غيـر تقليدية للتعامل معها.
كم تتضمن هذه المبادرات بناء استراتيجيات مشتركة بين دور الإفتاء الأعضاء لمواجهة التطرف فى الفتوى وصياغة المعالجات المهنية لمظاهر التشدد فى الإفتاء، والتبادل المستمر للخبـرات بين دور الإفتاء الأعضاء والتفاعل الدائم بينها، وتقديم الاستشارات الإفتائية لمؤسسات الإفتاء لتطوير أدائها الإفتائي، وتنمية أدوارها المجتمعية، وتقديم العون الفائق للدول والأقليات الإسلامية لإنشاء دور إفتاء محلية تساعد فى نشر الوسطية والاعتدال فى هذه الدول.
وكشف مستشار مفتى الجمهورية عن أن الجلسة الافتتاحية ستضم كلمة للمفتين المشاركين فى المؤتمر أيضًا، يلقيها فضيلة الشيخ عبد اللطيف دريان مفتى الجمهورية اللبنانية، وكلمة للوفود المشاركة يلقيها د. مأمون عبدالقيوم رئيس جمهورية المالديف الأسبق.