القاهرة 9 أغسطس آب (رويترز) – قال مسؤول كبير بوزارة الداخلية المصرية اليوم الأحد إن عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية في مصر توفي أثناء احتجازه في أحد السجون بالقاهرة نتيجة “حالة مرضية” يعاني منها فيما قالت الجماعة إنه توفي جراء منع العلاج عنه.
ونفى اللواء حسن السوهاجي مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون عدم تقديم الرعاية الطبية لدربالة (58 عاما) وقال لرويترز في اتصال هاتفي “الكلام ده مش مظبوط.”
وألقي القبض على دربالة في مايو أيار على ذمة تحقيقات في اتهامات موجهة له من بينها تولي قيادة جماعة أسست بالمخالفة للقانون في إشارة للجماعة الإسلامية وكذلك الانضمام إلى جماعة أخرى غير قانونية وذلك في إشارة إلى تحالف مؤيد للرئيس السابق محمد مرسي.
وقالت وزارة الداخلية في بيان اليوم الأحد إن دربالة توفي في ساعة متأخرة مساء أمس السبت بعدما “شعر بحالة إعياء عقب عودته من إحدى جلسات المحاكمة أمس.”
وأضافت “بتوقيع الكشف الطبي عليه تبين أنه كان يعانى من ارتفاع بدرجة الحرارة وانخفاض بضغط الدم وارتفاع نسبة السكر بالدم وعلى الفور تم عمل الإسعافات الأولية اللازمة وأثناء نقله للمستشفى لتلقى العلاج حدث نزيف من الأنف وهبوط بالدورة الدموية والتنفسية أدت إلى وفاته.”
وأشارت إلى أن دربالة كان يعاني من مرض السكري وأصيب بجلطات في السابق.
وقالت الجماعة الإسلامية في بيان إن دربالة “تم قتله في سجن العقرب بطرة بمنع العلاج عنه والذي أدى إلى دخوله في غيبوبة كاملة ما أفضى إلى وفاته.”
وأضافت أنها “تحمل الجهات السياسية والأمنية المسؤولية الكاملة عن استشهاده والذي يعد قتلا متعمدا.”
ودافعت الجماعة عن دربالة ونفت أن يكون ضالعا في أي أنشطة تدعو للعنف وقالت إنه “ساهم … في الحفاظ على سلمية الثورة المصرية بما قدمه من إسهامات فكرية بارزة في هذا الصدد حيث قاد حملة واسعة تحت شعار لا للتفجير .. لا للتكفير .. لا لقتل المتظاهرين.”
وأشارت إلى أنه سجن 25 عاما في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطيح به في انتفاضة شعبية عام 2011.
وحملت الجماعة الإسلامية السلاح ضد الدولة في الثمانينيات والتسعينيات لكنها أعلنت نبذ العنف والتخلي عن السلاح بعد اعتقال العديد من قياداتها وأعضائها وقيامهم بمراجعات فكرية داخل السجون.
وانضم حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة لما يسمى بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الذي تشكل عقب إعلان الجيش عزل مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.
وفي تسجيل فيديو نشر على يوتيوب في 12 يناير كانون الثاني 2014 قال دربالة معلقا على الأزمة السياسية والعنف الذي اندلع عقب عزل مرسي إن “الصحيح والمطلوب هو أن يتم الحل السياسي الذي يتم من خلاله التوافق على أسس بناء الدولة المصرية الحديثة.”
وعقب عزل مرسي قتل المئات من قوات الجيش والشرطة في هجمات شنها متشددون يتمركزون في سيناء. وامتد العنف للقاهرة ومناطق أخرى.
وسجلت جماعات لحقوق الإنسان أكثر من 100 حالة وفاة نتيجة “إهمال طبي” داخل السجون المصرية على مدى العامين الماضيين على حد وصفهم. وتنفي وزارة الداخلية ارتكاب أي انتهاكات وتقول إنها تحقق في هذه المزاعم.
وتقول منظمة العفو الدولية إن السلطات تفتح تحقيقات تفتقر للجدية في هذه الوقائع بهدف نزع فتيل الانتقادات وحماية قوات الأمن من المسؤولية الجنائية أو المساءلة.
وكانت مصادر أمنية قالت إن القيادي السلفي الجهادي مرجان سالم صاحب فتوى هدم الأهرامات توفي يوم الأربعاء الماضي داخل سجن العقرب شديد الحراسة في القاهرة “لأسباب طبيعية”.
وكان محبوسا على ذمة قضية أمن دولة بتهم من بينها تشكيل تنظيم مسلح والاشتراك بطريق الاتفاق والمساعدة في قتل مجموعة من عناصر الجيش والشرطة في سيناء.
وفي يونيو حزيران الماضي قالت مصادر أمنية إن الإسلامي المتشدد نبيل المغربي الذي كان محتجزا على ذمة المحاكمة بتهم تتصل بتفجيرات منسوبة لتنظيم القاعدة توفي في المستشفى.