كابول 8 أغسطس آب (رويترز) – قتلت موجة من الهجمات على الشرطة
والجيش الأفغاني والقوات الخاصة الأمريكية في كابول 50 شخصا على
الأقل وأصابت مئات الأشخاص لتبدد الآمال في أن متمردي حركة طالبان
قد ضعفوا نتيجة صراع على الزعامة بعد اعلان وفاة زعيمهم.
بدأت الهجمات أمس الجمعة بتفجير شاحنة ملغومة في منطقة كثيفة
السكان بالعاصمة وانتهت بمعركة استمرت ساعات عند قاعدة تستخدمها
القوات الأمريكية الخاصة ليصبح اكثر الايام دموية في كابول منذ
سنوات.
وأعلن المسلحون الاسلاميون مسؤوليتهم عن الهجوم على أكاديمية
الشرطة والقتال عند قاعدة القوات الخاصة الأمريكية لكن لم يعلنوا
المسؤولية عن تفجير الشاحنة.
ويزيد نطاق العنف العراقيل امام استئناف عملية السلام المتوقفة
وينقل رسالة من طالبان لاسيما في وقت حساس بعد الكشف الأسبوع
الماضي عن وفاة الملا محمد عمر ووجود صراع على القيادة.
وقال توماس روتيج من شبكة محللي أفغانستان “السؤال هو… من
يبعث الرسالة؟”
قالت بعثة الامم المتحدة في أفغانستان إن الحادث هو الأسوأ منذ
أن بدأت في تسجيل الخسائر المدنية عام 2009 . ووصف الممثل الخاص
للأمم المتحدة نيكولاس هايسوم الحادث بانه “لا يمكن تبريره بأي
حال من الأحوال.”
وأكدت قوات التحالف التي يقودها حلف شمال الأطلسي اليوم السبت
أن واحدا من افراد القوة الدولية وثمانية متعاقدين افغان قتلوا في
الهجوم على معسكر انتجريتي وهي قاعدة تستخدمها القوات الخاصة
الأمريكية قرب المطار الرئيسي.
وكان الانفجار الذي وقع خارج القاعدة قويا بما يكفي لتسوية
المباني بالداخل بالأرض وإصابة الموجودين بها مما استلزم نقلهم جوا
بطائرة هليكوبتر إلى مستشفيات عسكرية خلال الليل.
وقال أحد أفراد القوات الخاصة الذي اصيب عندما انهار مكتبه
“وقع انفجار كبير عند البوابة … بدا وكأن صوت اطلاق النار قادم
من اتجاهين مختلفين.”
وأضاف أن الانفجار الأول نجم عن تفجير سيارة ملغومة عند
البوابة وأعقب ذلك انفجارات اخرى ومعركة بالاسلحة استمرت ساعتين.
وتدير معسكر انتجريتي شركة أكاديمي للتعاقدات الأمنية التي
كانت تعرف باسم بلاكووتر قبل بيعها لمستثمرين. ولم ترد اكاديمي على
الفور على طلبات للتعليق.
وفي واشنطن قال البيت الأبيض إن سوزان رايس مستشارة الأمن
القومي أجرت اتصالا هاتفيا بالرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني ونقلت
له تعازي الولايات المتحدة عن الانفجارات.
وأجرت ليزا موناكو مستشارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما
لمكافحة الارهاب اتصالا هاتفيا ايضا بمستشار الأمن القومي الافغاني
حنيف أتمار.
وقال البيت الابيض في بيان “أكدت كل من السفيرة رايس والآنسة
موناكو تأييد الولايات المتحدة لافغانستان وهي تواجه الارهابيين
الذين يستهدفون المدنيين الأبرياء ويهددون استقرار أفغانستان
وأمنها”.
* زي الشرطة
وقالت وزارة الداخلية الافغانية اليوم السبت إن الهجوم على
معسكر انتجريتي جاء في اعقاب تفجير انتحاري عند اكاديمية الشرطة
مساء الجمعة أدى الى مقتل واصابة اكثر من 40 شخصا.
وقال مصدر بالشرطة ان عدد القتلى بلغ 26 شخصا والمصابين 28.
وقال مسوؤل بالشرطة “كان المفجر يرتدي زي الشرطة وفجر المواد
الناسفة بين الطلاب العائدين لتوهم من العطلة.”
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن مسلحي الحركة
نفذوا الهجومين على أكاديمية الشرطة ومعسكر انتجريتي لكنه رفض في
وقت سابق التعليق على الهجوم الذي نفذ بشاحنة ملغومة صباح امس
الجمعة والذي ادى الى تدمير أبنية في وسط كابول بالاضافة الى مقتل
15 شخصا على الاقل واصابة 248 اخرين.
ونادرا ما تعترف طالبان بالهجمات التي يسقط خلالها عدد كبير من
المدنيين. وكان التدخل العسكري الذي قادته الولايات المتحدة أطاح
بطالبان من السلطة عام 2001.
وشهدت القيادة العليا لطالبان انقسامات بعد تعيين الملا
أختر منصور زعيما جديدا للحركة الأسبوع الماضي. وكان ينظر إلى
منصور في السابق على أنه منفتح على محادثات السلام لكنه تعهد
بمواصلة التمرد الذي أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف هذا العام.
وقال المحلل روتيج إن منصور ربما يكون يبعث بأحدث هجمات كابول
برسالة الى اعضاء طالبان تشد من أزرهم وإلى الحكومة الأفغانية.
وعلى الجانب الاخر فان فصائل طالبان المعارضة لزعامة منصور
ربما تسعى إلى تبديد أي أمل في اجراء محادثات في المستقبل من خلال
شن موجة عنف خاصة بها.
وتصاعدت الحرب الأفغانية بين قوات الحكومة التي يدعمها الغرب
وبين طالبان منذ أن انتهت المهمة القتالية لحلف شمال الاطلسي العام
الماضي وانسحاب معظم القوات الاجنبية.
وقالت الأمم المتحدة إن خمسة آلاف مدني تقريبا سقطوا بين قتيل
وجريح في الأشهر الستة الأولى من 2015 نتيجة للصراع.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)