أضنة (تركيا) – تواصل حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان حملات الضغط والمداهمات على المؤسسات التعليمية التابعة لحركة الخدمة في الوقت الذي ينتشر فيه الإرهاب في كل أنحاء تركيا وتقع هجمات تفجيريّة تودي بحياة العشرات من رجال الأمن والجنود.
وهذه المرة تم استهداف مدارس” بُرج” التي تعد فخر مدينة أضنة جنوب البلاد والمعروف عنها نجاحاتها التعليمية اللافتة.
وتبين أن شعبة مكافحة الإرهاب هي التي نفذت عملية مداهمة تلك المدرسة. واللافت هو انشغال قوات مكافحة الإرهاب بمداهمة المدارس بدلا عن مقاومة وردع الإرهابيين في هذه المدينة التي شهدت قبل خمسة أيام استشهاد اثنين من رجال الشرطة.
وبينما تستيقظ تركيا كل يوم على وقع أنباء شهيد جديد، لا سيما عقب الهجوم الانتحاري الدامي الذي استهدف بلدة سورج في مدينة شانلي أورفا، أقدمت الحكومة من ناحية أخرى على إجراءات لافتة للانتباه وتدعو إلى الدهشة. حيث إنها تستهدف المؤسسات التعليمية بدلا عن الحيلولة دون هجمات تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي. وقام رجال الشرطة في الأسبوع الماضي بمداهمة مركز لفصول التقوية واعتقال موظفي ثماني مؤسسات مختلفة. كما قام أول من أمس مائة من رجال الأمن بمداهمة كل من مراكز “صباح” التعليمية والمدارس التابعة لمؤسسات “سماء” التعليمية الخاصة المعروفة بنجاحاتها في مدينة أكسراي.
وشهدت مدينة أضنة أمس فضيحة مشابهة، حيث استهدفت مدارس “برج” التي تعد فخر أضنة بفضل النجاحات التي حققتها محليًّا ودوليًّا بناء على طلب من مديري الأمن وموافقة المحافظة.
وقام رجال الأمن باستدعاء موظفين من مديريات الضرائب والمالية والتعليم والإطفاء والتأمين والبيئة والتخطيط العمراني والزراعة، ثمّ شنوا مداهمة تحت اسم الرقابة على 4 مدارس مختلفة تابعة لمدارس “برج”.
إلا أن هذه الإجراءات غير القانونية لفتت الأنظار إلى فضيحة أخرى. حيث استشهد الشرطيان عيسى إيباك وسردار كازار على يد إرهابيين تابعين للعمال الكردستاني دخلوا مديرية أمن “بوزانتي” في مدينة أضنة يوم الجمعة الماضي. وكان رمضان إيباك الشقيق الأكبر لعيسى إيباك قد أخطر بأنه جاء بلاغ يفيد بالتخطيط لتنفيذ هجمات قبل أيام، وأن أخاه الشهيد أخبرهم بذلك. وعقب تفتيش الإرهابيين المقتولين ظهر أنه كان بحوزتهما رسم كروكي لمركز الشرطة. وتبين سبب ضعف قوات الأمن في الحيلولة دون وقوع الهجوم بعد المداهمة التي شنتها أمس على مدارس برج. حيث تبين أن قوات مكافحة الإرهاب كانت منشغلة بوضع خطة لمداهمة المدارس بينما كان الإرهابيون يخطّطون لقتل اثنين من أفراد الشرطة.