بورصا (تركيا) (زمان عربي) – يعتبر الجامع الكبير Ulu Cami من أهم المعالم التي تتميز بها مدينة بورصا في غرب تركيا. ويتميز الجامع بزخارفه ونقوشه الفريدة واللوحات المعروضة عليها من أفضل نماذج الخط العربي وأكثرها ندرة، والتي استخدم فيها حرف “الواو” العربي بشكل يجذب الانتباه.
ويؤكد الرئيس السابق لجمعية المرشدين السياحيين بمنطقة مرمرة الجنوبية، أرسين ييلكين كايا، أن حروف “الواو” الأربعة المتداخلة فيما بينها في زخارف الجامع، تحمل أهمية كبيرة، قائلًا: “إن هذه الواوات تمثل وحدانية الله عزّ وجلّ، فضلًا عن أنها تتماشى مع ما يروى كحديث الرسول صل الله عليه وسلم، “يكون المرء في بطن أمه على شكل “الواو” ثم يولد فيكون على شكل واو”.
ويقول الخبير أرسين ييكين كايا: “على الإنسان ألا ينسى أنه سيظل طوال حياته على شكل “واو”، وأن عليه أن يدرك جيدًا كل ما هو أكبر منه. فنحن عندما نسجد نكون على شكل حرف “الواو”. ولكن في النهاية عند الموت يكون الإنسان على شكل حرف “الألف” عندما يوضع في التابوت. لذلك فإن الواو هو الحرف الذي تتخذه طوال حياتك. وهذا الحرف هو المستخدم في الزخارف على حوائط الجامع الكبير في بورصا. ومن هنا جاءت قدسية حرف الواو المستخدمة في أعمال الزخرفة بالجامع”.
مدون على الحائط الموجود في الجزء المخصص للسيدات الآن، أربعة أحرف “واو” متداخلة بشكل مختلف عن غيرها، مكتوب بينهم “اتقوا الواوات”. قال النبي عليه السلام “اتقوا الواوات” صدق رسول الله. وهنا يحذر الرسول الكريم المسلمين أن يتقوا مدلولات الكلمات التى تبدأ بحرف الواو وهي الولاية والوزارة والوصاية والوراثة والولادة إلخ..
وأوضح أرسين ييلكين كايا، أن حروف الواو المدونة على اللوحات تشير إلى “الوالي، والوكيل، والوزير”، لافتًا إلى أن حرف الواو يشير إلى الوحدة والوحدانية الإلهية.
ويشير إلى أنها تمثل أيضًا الوظائف والأعمال التي تبدأ توصيفها الوظيفي بحرف “الواو” مثل: “والي، ووزير، ووكيل، ووارث، ووالدة، إلخ…”.
أمر السلطان بايزيد الأول (يلديريم) رابع سلاطين الدولة العثمانية، المهندس علي النجار، ببناء الجامع الكبير في مدينة بورصا، بعد أن حقق نصرًا مؤزرًا على الصليبيين في معركة نيكوبوليس. وقد تم افتتاحه للمصليين عام 1399.
يعتبر الجامع الكبير خامس أكبر مسجد في العالم الإسلامي، من حيث مكانته المعنوية. ويشتهر بنقوشه الداخلية المستخدمة فيها فنون الخط العربي، بالإضافة إلى النافورة الكبيرة في وسطه لوضوء المصلين. وتتكون الزخارف الداخلية للجامع من 87 لوحة ثابتة على الجدران، و45 أخرى في صورة لوحات قابلة للتحول. بالإضافة إلى زخارف الخط العربي تضم ثلاثة سور قرآنية، بينها سور الفاتحة والإخلاص والناس، وكذلك آية الكرسي، و47 آية مختلفة، و14 حديثا شريفا، وأسماء الله الحسنى، ولفظ الجلالة “الله”، واسم المصطفى “محمد” صلى الله عليه وسلم، وكذلك أسماء كبار أعلام الدين الإسلامي، وما يزيد على 25 دعاء وأذكار، ومقطوعتين شعريتين.