واشنطن/أنقرة 5 أغسطس آب (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة شنت أول ضربة باستخدام طائرة بدون طيار في شمال سوريا من قاعدة في تركيا قبل ما تقول أنقرة إنها ستكون “معركة شاملة” ضد تنظيم الدولة الإسلامية هناك.
وقال متحدث في واشنطن إن الضربة نفذتها طائرة بدون طيار يوم الاثنين انطلاقا من قاعدة إنجيرليك في مدينة أضنة بجنوب تركيا التي تملك ثاني أكبر جيش بين حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي. وجرت استعدادات لشن غارات داخل سوريا بطائرات حربية يقودها طيارون.
وحتى وقت قريب نفذت طائرات استطلاع بدون طيار مهام قليلة انطلاقا من قاعدة إنجيرليك.
لكن تركيا وافقت رسميا نهاية الشهر الماضي على استخدام الطائرات الأمريكية وطائرات التحالف لقواعدها الجوية في قتال التنظيم في تحول سياسي كبير بعد سنوات من الممانعة للقيام بدور قيادي ضد المقاتلين الإسلاميين في شمال سوريا الذين ينشطون على حدودها.
وتعكف تركيا والولايات المتحدة على وضع خطط لتوفير غطاء جوي لمجموعة من المقاتلين السوريين الذين دربتهم الولايات المتحدة حتى يتم بشكل مشترك طرد مقاتلي الدولة الإسلامية من شريط حدودي في شمال سوريا يمتد نحو 80 كيلومترا على حدود تركيا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الأربعاء لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية “في إطار اتفاقنا مع الولايات المتحدة حققنا تقدما فيما يتعلق بفتح قواعدنا لاسيما إنجرليك.”
وأضاف تشاووش أوغلو أثناء زيارته لماليزيا “نرى أن طائرات أمريكية وطائرات أمريكية بدون طيار تصل وسنشن قريبا سويا معركة شاملة ضد الدولة الإسلامية.”
ونقل التلفزيون السوري عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله اليوم الأربعاء إن سوريا تدعم أي جهود للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية إذا جرت بالتنسيق مع دمشق.
وقال المعلم خلال زيارة لإيران “بالنسبة لنا في سوريا لا توجد معارضة معتدلة وغير معتدلة وكل من يحمل السلاح ضد الدولة السورية هو إرهابي.” وأضاف أن دمشق أبلغت بوجود قوات معارضة تدربها الولايات المتحدة.
وقال المعلم “الولايات المتحدة اتصلت بنا قبل إدخال هذه المجموعة وقالت إنها لمحاربة داعش (الدولة الإسلامية) وليس الجيش السوري إطلاقا.”
وأضاف المعلم “نحن قلنا إننا مع أي جهد لمحاربة داعش وذلك بالتنسيق والتشاور مع الحكومة السورية وإلا فإنه خرق للسيادة السورية.”
عنصر قد يغير قواعد اللعبة
قالت مصادر في مكتب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه تحدث هاتفيا مع نظيره الإيراني حسن روحاني ليبلغه بأحدث العمليات العسكرية التركية ويؤكد رؤيته بأنه لا سلام في سوريا دون إسقاط الرئيس بشار الأسد.
وقالت طهران التي تساند الأسد منذ ما يزيد على أربع سنوات من الحرب الأهلية إنها ستقدم للأمم المتحدة خطة سلام خاصة بها بشأن سوريا.
أما روسيا وهي حليف آخر للأسد فقالت إنها لم تتمكن من الاتفاق على خطة مشتركة لقتال الدولة الإسلامية بعد لقاء وزير خارجيتها بنظيره الأمريكي جون كيري للمرة الثانية خلال الأيام القليلة الماضية.
ويقول دبلوماسيون على دراية بخطط التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن قطع الطريق على تنظيم الدولة الإسلامية عبر الحدود التركية التي يمر من خلالها مقاتلون أجانب وإمدادات- ربما يكون عنصرا جديدا يغير قواعد اللعبة في مقاتلة المعارضين المسلحين.
ويقولون إن المجموعة الأساسية من قوات المعارضة التي دربتها الولايات المتحدة وعددها أقل من 60 شخصا ستتسلح بشكل جيد وستصبح قادرة على طلب الدعم الجوي إذا دعت الحاجة.
لكن تبقى تحديات كبيرة.
وقالت واشنطن أمس الثلاثاء إن ثمة مؤشرات على أن مقاتلين من المعارضة دربهم الجيش الأمريكي اسروا على ايدي مقاتلي جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا وهو ما أبرز هشاشة وضع المجموعة التي نشرت في مسرح المعارك خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ولا تثق تركيا في وحدات حماية الشعب الكردية السورية -التي ثبت أنها حليف مفيد للولايات المتحدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية- والتي تسيطر على أراض قريبة من حدود تركيا. ولا تريد أنقرة للقوات الكردية أن تتقدم أبعد من نهر الفرات وهو الحد الشرقي “لمنطقة آمنة” مقترحة.
قوات التحالف..
شنت تركيا عددا من الغارات الجوية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في شمال سوريا منذ نحو أسبوعين بعد مقتل أحد جنودها بنيران عبر الحدود. كما نفذت أيضا هجمات شبه متزامنة على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وتخشى تركيا أن يتمكن مقاتلون أكراد من استغلال المكاسب التي حققها الأكراد السوريون والمضي قدما نحو إنشاء دولة كردية تضم أراضي عراقية وسورية وتركية.
واتهم معارضون الرئيس التركي رجب طيب إردوغان باستغلال الحرب ضد الدولة الإسلامية كستار لوأد المكاسب التي حققها الأكراد وأشاروا إلى أن الغارات التي استهدفت حزب العمال الكردستاني كانت أشد بكثير من التي استهدفت المتشددين الإسلاميين.
ونفى مسؤولون أتراك أن تكون الحملة ضد الدولة الإسلامية هي مجرد غطاء وقالوا إن الهجوم هو عملية مشتركة مع التحالف ولن يبدأ بهمة إلى أن تكون واشنطن وحلفاؤها مستعدين.
وقال تشاووش أوغلو “هناك دول أخرى داخل التحالف… مهتمة بالمشاركة مثل بريطانيا وفرنسا اما بين دول المنطقة فهناك إمكانية في مشاركة السعودية وقطر والأردن.”
وأضاف “الدولة الإسلامية تشكل أكبر خطر على تركيا لأنها على الجانب الاخر من الحدود مباشرة وأيضا بسبب تدفق المقاتلين الاجانب. يجب القضاء عليها.”
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من سوريا والعراق في إطار سعيه لإقامة خلافة إسلامية.
وقال إردوغان إن “المنطقة الآمنة” التي ستتشكل بطرد الدولة الإسلامية ستسمح لنحو 1.7 مليون لاجيء في تركيا بالبدء في العودة إلى بلادهم. وتقول الولايات المتحدة إن هذا ليس الهدف الرئيسي بينما حذرت الأمم المتحدة من تسميتها “المنطقة الآمنة” إلا إذا أمكن ضمان سلامة المدنيين.