إسطنبول (زمان عربي) – بدأ الشباب المقبلون على الزواج يقبلون على حفلات الزفاف التقليدية بدلا عن الأنماط والأساليب الحديثة التي سادت في السنين الأخيرة.
وبات بعض الشباب والشابات يفضلون إقامة أفراحهم في الأماكن الخارجية التي تتمتع بالذكريات بدلا عن إقامتها في القصور أو الفيلات. ومن ثم أصبحت الذكريات هي السمة الغالبة على الأفراح، وليس مظاهر الترف والإسراف، وبدأت تسود الأزياء القديمة في أفراح الجيل الجديد.
ومع أن كلمة “موضة” تعني النمط الجديد أو الحديث، إلا أن الرغبة في الارتباط الوثيق بالماضي أصبحت تسيطر اليوم على عواطف الشباب وعالم التصميم. وعلى الرغم من أن محال بيع الأزياء التقليدية لم تحظ بالإقبال الذي تستحقه بعدُ في في تركيا إلا أنها تجد رواجًا كبيرًا في الدول الأوروبية.
وإن لم تكن المنتجات، فإن المظاهر التي يظهر بها الشباب تدل على وجود روح ونزعة لديهم تميل إلى إحياء العادات والتقاليد من خلال اختيار الأزياء القديمة. ولهذا السبب باتت آثار موضة اللباس التقليدية عنوانًا جديدًا لتصميمات الموسم الجديد بصورة كبيرة جدا، وهو ما يجعل الأفراح تحظى بنصيبها من ذلك، حيث تصمم أزياء العروسين وفق النمط التقليدي بدلا عن الحديث.
وعلى الرغم من أن أفراح الفنادق والأفراح الأخرى المقامة حول أحواض السباحة في الفيلات والقصور مازالت تحافظ على مكانتها وجاذبيتها إلا أن هناك شريحة كبيرة من الناس بدؤوا يفضلون الأفراح بأنماط تقليدية، والتي هي الأكثر تواضعا، وتكون في الغالب مقتصرة على الأشخاص المقربين للأسرة، كما يغلب عليها العزوف عن التكاليف العالية والإسراف. ويبدو أن الإقبال سيزيد أكثر على هذا النوع من الأفراح في الفترة المقبلة.
بإمكان المرء أن يجد في الأشياء التقليديةكل ما يبحث عنه
مع أنه مازالت هناك عائلات من المحافظين والمتدينين لا يستطيعون التخلي عن إقامة حفلات الزفافا على أحواض السباحة، وإنفاق أموال طائلة في الفنادق ذات الخمس نجوم في سبيل إقامة هذه الأفراح. يبدو أن الأوروبيين قد اجتازوا هذا التكلف والتصورات النمطية منذ فترة طويلة.
بدأنا نرى أناسا يبحثون في الأفراح عن أجواء أكثر حميميّة في دائرة عائلية ضيقة، ليتجاذبوا فيها أطراف الحديث مع بعضهم البعض، بدلا عن الأجواء التي يختلسون فيها النظرات ويراقب كل واحد منهم الآخر. وبدأ يحتل مفهوم “ليحضر فرحنا من نعرفهم ونحبهم” بدلا عن الشعار القديم: “بقدر ما يكون عدد الناس الذين يحضرون الفرح أكثر يكون الفرح ممتعًا وجميلا”.
فعلى سبيل المثال؛ في الوقت الذي يبتعد فيه الناس عن فساتين الزفاف المرصعة بالأحجار الكريمة والزخارف، بدأت تنتشر من جديد الفساتين المزينة بالدانتيل التي لا نخطئ إن وصفناها ب”فستان أبيض”.ويكون مع هذا الفستان الحلي التذكارية الموروثة من الأمهات أو الجدات متوائمة معه.
أما العريس فيرتدي صدريات عليها ساعات تقليدية بالسلاسل ومناديل في جيوب البدلة. وتغطى طاولة العروسين بمفارش مزينة بالدانتيل المحاكة يدويًّا بدلا عن الطاولات الشبيهة بصندوق هدايا.
وإذا كنتم تسألون عن الموسيقى فهي أيضًا موسيقى من الماضي. كما أن هناك بطاقات الدعوة على شكل أسطوانات حجرية إلى جانب عزف موسيقى الفرح من تلك الأسطوانات الحجرية. والحذاء كذلك ليس على شكل الحذاء العادي الذي ترتديه العروس ؛ فمن الأفضل أن تتعودوا على رؤية أحذية أشبه بالخف وأحذية مصنوعة من القماش ذات أربطة.
ومن الأشياء المتغيرة في الأفراح سيارة العروسين. فقديمًا كان الناس يختارون السيارات الفارهة التي لا يستطيع معظم الناس شراءها؛ فإما كانوا يطلبونها من صديق حميم أو يستأجرون سيارة غالية من إحدى شركات تأجير السيارت ثم يقومون بتزيينها. أما الآن فالسيارات القديمة هي الأكثر شيوعًا والموضة في الأفراح.
وخلاصة الكلام، هي أن الأفراح التي تقام في الفنادق بدأ تحلّ مكانها الأفراح الأكثر حميمية مع عدد قليل من الأهل والأقارب والأحباب والأصدقاء المقربين وتقام في الريف أو على الشاطئ في الهواء الطلق.