خبر تحليلي
إسطنبول (زمان عربي) – نفّذ قبل أيام قليلة أحد الإرهابيين هجوماً انتحارياً في بلدة سروج التابعة لمدينة أورفا جنوب شرق تركيا، مسفراً عن مصرع 31 مواطناً، وذلك لأن هذا المسكين المشؤوم لم يتلقّ درساً في السلام ولم يتربّ على التسامح.
وكذلك قدم هذا الوطن 20 شهيداً في الأيام القليلة الماضية جراء أحداث وهجمات إرهابية، ولا تزال أسرهم وأقاربهم تتجرع آلام الفقدان وانتشرت الأحزان في الأرض والسماء.
نعم على الرغم من كل ذلك، نرى أن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان قد طار إلى بلاد بعيدة، تاركاً بلاده وراءه على هذه الحال، وحلق بعيداً بطائرته الفاخرة التي بلغت تكلفتها 400 مليون ليرة، وحط رحاله في الصين أولا، ثم في أندونيسيا فباكستان. وأجرى بعض اللقاءات ممثلاً لهذا الشعب المفجوع بحوادث الإرهاب. وقد تبين أنه أمضى معظم وقته هناك مكثفاً جهوده لإغلاق المدارس التي افتتحها هناك متطوعو التربية والتعليم ورسل السلام المهاجرون من بلادهم منذ سنوات إلى تلك البلاد من أجل نشر التعليم وإشاعة السلام.
ولعل الرئيس وصف أولئك المتطوعين أمام مسؤولي تلك البلاد بـ”المنتمين إلى الكيان الموازي”، واتهمهم بـ”الإرهاب”، وبأنهم “فيروسات” و”انقلابيون” وغيرها من التهم التافهة، كما صدر من فيه مئات المرات، مما يكشف عن مدى البغضاء والحقد الكامنين، ويدل على غياب العقل السليم والضمير الصادق والإنسانية النبيلة.
وقد يكون – بل الأمر كذلك حتمياً – أن المخاطبين تساءلوا قائلين: “أي نوع هذه الدولة وما أغرب هذا الرئيس الذي يشكو مواطنيه إلينا؟!”. ولعلهم أردفوا ذلك بقولهم: “هل سنتعلم منكم من أي نوع هؤلاء الناس؟ هل سنتعلم منكم أنهم مسلمون مسالمون أم إرهابيون محاربون؟ أليست لدينا آليات وأجهزة استخبارات قادرة على كشف الستار عن مستور أناس – إن كان – يعملون في بلادنا منذ عشرات السنين على نشر الأخلاق الفضيلة عبر إشاعة التعليم والسلام والتسامح؟!
وكما كان في كل البلدان التي زارها الرئيس (أردوغان) وطالب المسؤولين فيها بإغلاق المؤسسات التعليمية التابعة لحركة الخدمة، فإن جهوده الأخيرة باءت بالفشل وعاد منها إلى البلاد خاوي الوفاض أيضاً! ذلك لأنه حتى قبل هبوط طائرة الرئيس إلى أرض الوطن جاءت تصريحات من مسؤولي تلك البلدان تطالب بفتح 100 مدرسة أخرى من مدارس الخدمة! ولعلّ هذا أفضل ردّ على طلب الرئيس بإغلاق هذه المدارس.