الموضوع 1032
المدة 4:30 دقيقة
بيروت في لبنان
تصوير 28 يوليو تموز 2015
الصوت طبيعي مع لغة عربية
المصدر تلفزيون رويترز
القيود لا يوجد
القصة
يقف شبان لبنانيون من منطقتين متحاربتين سنية وعلوية في مدينة
طرابلس على خشبة المسرح لتقديم كوميديا تستلهم مفردات حياتهم في
محاولة لتجاوز عداوات الماضي التي أججتها الحرب الأهلية السورية.
واكتظت القاعة بالجمهور لمشاهدة مسرحية “حب وحرب ع السطح” في
بيروت أمس الثلاثاء. وتتناول المسرحية حكاية منطقة سنية وأخرى
علوية في المدينة الساحلية.
ورحب البعض بالمشروع لكن آخرين وصفوا الممثلين وهم من الطرفين
بالخونة في انعكاس للتوتر اليومي بين أهالي منطقة باب التبانة
السنية والعلويين الشيعة الذين يسكنون منطقة جبل محسن.
وتفاقم التوتر قبل أربع سنوات عندما نشب الصراع على الناحية
الأخرى من الحدود في سوريا بين الرئيس السوري بشار الأسد وهو من
العلويين وجماعات يهيمن عليها الإسلاميون السنة. وكثيرا ما يتحول
التوتر إلى العنف وأحيانا يؤدي إلى سقوط قتلى.
في البداية رفض خضر مخيبر (19 عاما) التمثيل في المسرحية إلى
جانب أهالي جبل محسن. ولم يتوقع قط أن يصبح له في النهاية أصدقاء
من الجزء العلوي للمدينة على الجانب الآخر من شارع استحق عن جدارة
اسم شارع سوريا.
وقال خضر الذي يلعب دور مخرج غاضب “انعرض علينا هيدا المشروع
مع تابعون جبل محسن، فأنا ما وافقت على هيدا الشي،أنا كان برأيي إن
هول أعداءنا لأن نحن تربينا هيك.”
وأضاف “بعد ما شفتهم بهيدي المسرحية، تغيرت وجهة نظري لإلهم.
شفتهم متلنا مثلهم، شباب أول عمرهم وهن ما عم بيشتغلوا ونحن ما عم
نشتغل، نفس الأزمة يلي صايرا معهم صايرا معنا.”
وصنف تقرير عن الفقر صدر عن الأمم المتحدة في يناير كانون
الثاني نحو 57 في المئة من سكان طرابلس على أنهم “محرومون”.
وقال علي امون (23 عاما) الذي يؤدي شخصية شاب يقع في غرام فتاة
سنية مما يثير فضيحة “قبل المسرحية ما كنا نعمل شي لا شغل ولا شي
قاعدين بالشارع.”
ويرفع الستار عن أسطح منازل في طرابلس وسط صخب الأغاني ولعب
الورق والعنف والمواعيد الغرامية السرية داخل مسرحية يجادل ممثلوها
المخرج دائما.
وتصف فاطمة مخيبر (23 عاما) التي تلعب دور عائشة حبيبة أمون
كيف أصبح أفراد طاقم العمل بالمسرحية يتبادلون الزيارات في
المنطقتين السنية والعلوية للإفطار في شهر رمضان بعد أن صاروا
أصدقاء.
وقالت “أنا كان عندي ها الشي فكر، إن نحن ليش بدنا نكون أعداء؟
بعد المسرحية صار تطبيق.”
وقال مؤلف ومخرج المسرحية لوسيان بورجيلي إنه رصد تحسنا واضحا
في تعامل الممثلين وهم من طوائف مختلفة مع بعضهم البعض.
وأضاف “التعاطي كمان كتير فرق. كان في جليد بين الأشخاص خاصةً
بالوضع يلي هن فيه. يعني بتذكر بالأول وقت اجوا وقعدوا ثمانية من
ميل (من ناحية) وثمانية من ميل. وكانت كتير واضحة من قاعد من هون
أو من هون. هلأ إذا بتقول لهن اقعدوا لنحكي بالمسرحية بيقعدوا
بطريقة عشوائية وبتحس الفرق بهيدا الشي.”
وأشاد الجمهور الذي حضر المسرحية في مسرح بشارع الحمرا في
بيروت.
وقال مأمون تيبو بعد مشاهدة العرض “المشروع (بالانجليزية) كتير
حلو. حبيت فيه الصدق، بتحس الممثلين من قلبهن عم بيعطوا، عبالهن
يفرجوا الصورة يلي هني عبلهن يعطوها، حلو المشروع لإن لازم نوصل
لمرحلة يعرفوا كل العالم إنو بالفن فينا نوصل على المحبة.”
وقالت أمية جادة بعد حضورها العرض “ممتاز وكتير منيح والشباب
رائعين وتمثيلهن أروع والموضوع جيد جداً وبعدين أنا من سكان القبة
وتركت القمة من 18 سنة ورجعوا رجعونا لهيديك الإيام والأيام الحلوة
يلي عشناها قبل المعارك وقبل الأحداث وأنا كتير فخورة فيهن للشباب
والصبايا بعقدوا، كتير كتير لذيذين.”
والمسرحية مشروع لجمعية مارش وهي جمعية لبنانية للدفاع عن
الحقوق المدنية وقال مخرجها لوسيان بورجيلي إنها شكل من أشكال
“العلاج بالدراما”.
وعلى الأرض خفت حدة التوتر الطائفي بفضل خطة أمنية نفذت العام
الماضي لكن امون قال إنه كان من الصعب على بعض أصدقائه تقبل
مشاركته في المسرحية.
وقتل شقيق امون في العنف لكنه تناسى غضبه وقال “إن كان من فوق
ولا من تحت.. راح شهداء.”
ولإخفاء ندوب قديمة دق آمون مؤخرا على ذراعه الأيسر وشما
لقناعين أحدهما يضحك يمثل الكوميديا وآخر يبكي يمثل التراجيديا
وهما رمز تقليدي للمسرح.
خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير أيمن مسلم)