(لإضافة إحراق أعلام في القاهرة واقتباسات بشأن إيران)
من ديفيد برونستورم
القاهرة 2 أغسطس آب (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري بعد مباحثات في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري إن البلدين
يعودان إلى “قاعدة أقوى” للعلاقات رغم التوتر والمخاوف بشأن حقوق
الإنسان.
وقال كيري الذي عقد أول حوار استراتيجي بين البلدين منذ 2009
“مصر تظل بلدا محوريا.. للعلاقات والاستقرار في المنطقة برمتها.”
وأضاف في مؤتمر صحفي مع مضيفه “هناك بالتأكيد ظروف كانت لدينا
فيها أسباب لقلق عميق ولقد عبرنا عن ذلك بشكل علني.
“لكن لدينا قضايا متعددة نحتاج لمواصلة العمل فيها.”
وفترت العلاقات الأمريكية المصرية بعد أن عزل الجيش الرئيس
محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين إثر احتجاجات حاشدة على
حكمه في 2013.
لكن القاهرة لا تزال حليف واشنطن المقرب على الصعيد الأمني في
الشرق الأوسط ويزداد دورها قيمة بينما المنطقة غارقة في أزمات
بسوريا والعراق واليمن وليبيا.
واستغل كيري زيارته للقاهرة أيضا في استقطاب الدعم للاتفاق
الذي أبرم الشهر الماضي بين القوى العالمية وإيران وقابله حلفاء
واشنطن العرب بشيء من التشكك.
وأضاف “لا شك في أن خطة فيينا في حال تنفيذها ستجعل مصر وجميع
دول هذه المنطقة أكثر أمنا عما سيكون الحال عليه في غياب الاتفاق.”
وقال إن دور إيران بوصفها “الدولة الراعية للإرهاب رقم واحد في
العالم” جعل الاتفاق النووي أكثر أهمية.
وتابع قائلا “إذا كانت إيران تزعزع الاستقرار.. فإن من الأفضل
بكثير أن تكون إيران بلا سلاح نووي من أن يكون لديها سلاح نووي.”
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع
كيري في القاهرة إنه لا توجد “خلافات كبيرة” بين بلاده والولايات
المتحدة لكن “هذا لا ينفي وجود تباين في وجهات النظر حول عدد من
الموضوعات وهذا طبيعي.”
وتشيد واشنطن بالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي انتخب العام
الماضي وكان قائدا للجيش وقت عزل مرسي لما حققه من استقرار في مصر
لكنها تنتقد بحذر سجل مصر في حقوق الإنسان.
وبعد عزل مرسي شنت القاهرة حملة قوية على الإخوان المسلمين
التي تصنف الآن كجماعة محظورة كما قتلت قوات الأمن مئات من أنصارها
وسجنت آلاف غيرهم. بعد ذلك تحول التركيز على النشطاء الليبراليين.
وقررت محكمة مصرية في وقت سابق اليوم الأحد تأجيل جلسة النطق
بالحكم على صحفيين بشبكة الجزيرة في إعادة محاكمتهم بتهم من بينها
دعم تنظيم إرهابي في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وقال شكري إنه لا يوجد صحفيون محبوسون في مصر بسبب طبيعة
عملهم.
وذكرت لجنة حماية الصحفيين إن حصرا أجرته في الأول من يونيو
حزيران أظهر أن 18 صحفيا مصريا على الأقل محبوسون لأسباب تتعلق
بعملهم. وقال مصدر في الحكومة آنذاك إن الأرقام غير دقيقة.
وقالت القاهرة وواشنطن إنهما اتفقتا على بحث فرص توسيع
العلاقات الأمنية.
وفي وقت سابق هذا العام رفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما حظرا
على تزويد القاهرة بالأسلحة وسمح بتسليم أسلحة أمريكية تزيد قيمتها
على 1.3 مليار دولار.
وسلمت الولايات المتحدة ثماني طائرات من طراز (اف-16 بلوك 52)
الأسبوع الماضي.
وتحارب مصر متشددين يتمركزون في شبه جزيرة سيناء والذين قتلوا
مئات من عناصر الجيش والشرطة في هجمات منذ عزل مرسي. وأخطر
الجماعات المتشددة في مصر هي جماعة ولاية سيناء التي بايعت تنظيم
الدولة الإسلامية.
وبعد ساعات من المؤتمر الصحفي أحرق محتجون في وسط القاهرة
العلمين الأمريكي والإسرائيلي احتجاجا على مقتل رضيع فلسطيني في
عملية إحراق متعمدة قام بها متشددون يهود لمنزله في الضفة الغربية
يوم الجمعة.
وسيتوجه كيري إلى قطر حيث يعقد اجتماعات مع زعماء عرب آخرين
تشارك بلادهم في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية ويسعى لطمأنتهم
بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)