من باتريشيا زنجرلي
واشنطن 2 أغسطس آب (رويترز) – يزداد المؤيدون الأمريكيون
للاتفاق النووي الإيراني ثقة في الحصول على ما يكفي من دعم
الديمقراطيين لضمان مروره خلال مراجعة بالكونجرس رغم معارضة شرسة
من الجمهوريين ذوي الأغلبية ومحاولات حشد هائلة.
ومع بدء مجلس النواب العطلة الصيفية الأسبوع الماضي لم يصدر عن
أي من أعضائه الديمقراطيين معارضة للاتفاق بل أيده بقوة العديد من
الأعضاء البارزين وبينهم زعيمة الأقلية نانسي بيلوسي.
وقالت بيلوسي إنها تثق أنه إذا مرر الجمهوريون- مثلما هو
متوقع- “قرارا بعدم الموافقة” في محاولة لعرقلة الاتفاق فإن الرئيس
سينفذ تعهده باستخدام حق الرفض ضد القرار.
ويحتاج الجمهوريون لأن يصوت معهم من الديمقراطيين على الأقل 44
عضوا في مجلس النواب و13 في مجلس الشيوخ ليتمكنوا من تحدي أوباما
بتحقيق نسبة الثلثين المطلوبة لتجاوز إجراء الرفض من قبل الرئيس.
وقالت بيلوسي “أكد لي المزيد من المزيد منهم (الأعضاء
الديمقراطيين في مجلس النواب) أنهم سيؤيدون إجراء الرفض.”
وكانت الولايات المتحدة المفاوض الرئيسي في الاتفاق الذي أبرم
في 14 يوليو تموز بين القوى الدولية وإيران لفرض قيود على البرنامج
النووي لطهران مقابل رفع عقوبات وستكون مشاركتها محورية لتطبيقه.
وخلال الأسبوعين الماضيين أوفدت الإدارة الأمريكية مسؤولين
كبارا لحضور جلسات استماع واجتماعات خاصة في الكونجرس للترويج
للاتفاق الذي يقول أوباما إنه ليس مثاليا لكنه الطريقة المناسبة
لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.
ونشطت على وجه الخصوص مجموعات ضغط مؤيدة لإسرائيل تعتقد أن
الاتفاق خطر على أمنها رغم أن مجموعات داعمة لإسرائيل تؤيد
الاتفاق.
وكان المعارضون يأملون في أن يرفض أعضاء ديمقراطيون ذوو نفوذ
الاتفاق مبكرا لتوفير زخم قبل العطلة.
لكن رغم مؤشرات على وجود التشكك فإن العدد القليل من الأعضاء
الديمقراطيين المعارضين علنا للاتفاق وبينهم جريس مينج وخوان
فارجاس في مجلس النواب ليسوا ممن يعدون بالمؤثرين في هذه القضية.
وقال مساعد لعضو ديمقراطي كبير بالكونجرس “هذا يدل على قوة
حائط الصد الذي نتمتع به هنا.”
* ضغوط على أعضاء يهود..
حتى الآن لم يعلن أي عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ معارضته
رسميا للاتفاق رغم أن كثيرين منهم لم يعلنوا موقفا. في المقابل
يؤيد عدد قليل من القادة المؤثرين الاتفاق أحدهم ديك ديربين وهو
ثاني أكثر الأعضاء الديمقراطيين تأثيرا.
وبدأت عطلة مجلس الشيوخ يوم الجمعة وسيعود المجلسان للانعقاد
في الثامن من سبتمبر أيلول وسيكون أمام الأعضاء حتى 17 منه لقبول
أو رفض الاتفاق الذي يعده البيت الأبيض أحد أهم مبادرات السياسة
الخارجية لإدارة أوباما.
وقال ديفيد برايس العضو الديمقراطي بمجلس النواب الذي اضطلع
بمهمة إقناع المشرعين من الجزبين بدعم الاتفاق “الأمر الآن مشجع
بالنسبة لي.” لكنه حذر من أن العملية لا تزال في مراحلها الأولى.
وأصبح الضغط قويا بشكل خاص على الأعضاء الديمقراطيين اليهود
البارزين المعروفين بدعمهم القوي لإسرائيل.
ونشرت صحيفة نيويورك بوست صورة للسناتور تشاك شومر وهو الثالث
في قائمة الأعضاء الديمقراطيين الأكثر تأثيرا على صفحتها الأولى
تحت عنوان “أين تشاك؟ السناتور مختبئ من أسئلتنا عن إيران.”
ويقول أعضاء كبار آخرون الديمقراطيين اليهود إنهم لم يحسوا
أمرهم حتى الآن وبينهم عضو مجلس النواب إليوت إنجل كبير
الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس.
وقال إنجل لرويترز “سيكون الضعط كبيرا على الديمقراطيين لدعم
الرئيس.”
والتقى إنجل بأوباما في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء الماضي
وبالسفير الإسرائيلي رون ديرمر في مبنى الكونجرس يوم الخميس.
وقال إنه سيكون “من الصعب جدا” الحصول على تأييد كاف من
الديمقراطيين لتجاوز إجراء الرفض من جانب الرئيس. لكنه حين سئل إن
كان سيصوت لصالح ذلك قال “أنا أدرس الأمر.”
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)