بغداد (أب)- دعت حكومة إقليم كردستان العراق حزب العمال الكردستاني الى “الانسحاب” من المنطقة الكردية شمالي العراق اليوم السبت للحيلولة دون قتل المدنيين، وسط حملة غارات جوية تشنها تركيا على الجماعة.
جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن حزب العمال الكردستاني “يجب أن يسحب مقاتليه من المنطقة الكردية لضمان ألا يصبح مدنيو كردستان ضحية هذا القتال والصراع.”
كما ندد البيان بقصف تركيا للمدنيين، في أعقاب تقارير عن تضرر منازل مدنيين جراء غارات جوية على شمال غربي العراق. وحث البيان كلا الطرفين على استئناف محادثات السلام.
وأضاف البيان “ندين القصف الذي أدى إلى استشهاد مواطنين من المنطقة الكردية، ونطالب تركيا بعدم تكرار قصف المدنيين.”
وأبلغ سيدار سيتار، وهو ناشط من حزب العمال الكردستاني يعمل انطلاقا من العراق، أسوشيتد برس أن الغارات التركية دمرت ما لا يقل عن ستة منازل في بلدة زرغل في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، مما أدى مقتل ما لا يقل عن ثمانية مدنيين وإصابة 12. وقالت تركيا اليوم السبت انها تقوم بتحقيق حول عمليات قتل المدنيين المشار اليها. غير ان بيانا لوزارة الخارجية اصر على ان الاهداف لم تتم مهاجمتها الا بعد اقتناع الجيش تماما بان المنطقة ليس بها مدنيين. وقال ان حزب العمال الكردستاني احيانا ما يستخدم المدنيين كدروع بشرية.
شنت تركيا غارات جوية على معسكرات المتمردين الأكراد شمالي العراق الأسبوع الماضي، في أول ضربات من نوعها منذ انطلاق عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني عام في 2012. وبدأت الغارات الجوية في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة وتركيا الخطوط العريضة لاتفاق يستهدف المساعدة في طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من قطاع من الأرض تسيطر عليه على طول الحدود السورية التركية، ليحل محلهم قوات معارضة معتدلة تساندها واشنطن وأنقرة.
اتهمت حكومة إقليم كردستان العراق أمس الجمعة حزب العمال الكردستاني بمهاجمة خط لأنابيب النفط في شمال العراق. وتبيع الحكومة الكردية النفط مباشرة إلى تركيا في خطوة أطلقت شرارة التوتر بين الحكومة الإقليمية في أربيل والحكومة الاتحادية في بغداد. وتوقفت هذه المبيعات في إطار اتفاق مع بغداد في وقت سابق هذا العام، غير أن الحكومة الكردية هددت باستئناف المبيعات إلى الأسواق الدولية في الأسابيع الأخيرة.
يرجع التوتر بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني وحزب العمال الكردستاني بقيادة أوجلان في تركيا إلى عقود من الزمان. وخاض الحزبان حربا أهلية في التسعينات انتهت باتفاق يقضي بأن يظل مسلحو حزب العمال الكردستاني في الأراضي الكردية في العراق. وتعتبر وزارة الخارجية الأمريكية حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية نظرا لتاريخه من العنف في تركيا.
وفي الشهور الأخيرة، انضم حزب العمال الكردستاني إلى تحالف غير مستقر مع المقاتلين الأكراد في العراق، والمعروفين باسم البشمركة، والميليشيا الكردية الرئيسية في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول التي تديرها الدولة اليوم السبت أن ما يصل إلى 28 طائرة مقاتلة من طراز إف – 16 أغارت على 65 هدفا لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، ومنها أماكن إيواء ومستودعات ذخيرة أمس الجمعة. وكان نحو 80 طائرة مقاتلة استهدفت الخميس 100 هدف، بحسب الوكالة.
وزعمت الأناضول أن زهاء 260 من المتمردين الأكراد قتلوا وأصيب 400 منذ بداية الغارات. ولم يصدر حزب العمال الكردستاني أي بيانات عن الخسائر في الارواح لديه.
ووصف بيان صادر اليوم عن مجلس الوزراء العراقي الغارات الجوية التركية بأنها “تصعيد خطير وانتهاك لسيادة العراق.” وشدد البيان على “التزام المجلس بعدم السماح لأي هجوم من تركيا على الأراضي العراقية”.
من ناحية أخرى، قالت الميليشيا الكردية في سوريا إن الجيش التركي استهدفها أربع مرات منذ 24 يوليو / تموز، واصفة مثل هذه الهجمات بأنها “استفزازية”.
وتقوم وحدات حماية الشعب الكردية، وهي الميليشيا الكردية السورية الرئيسية التي تقود المعارك ضد تنظيم الدولة، بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وطالبت الميليشيا التحالف بتوضيح موقفه فيما يتعلق بالضربات التركية الجوية.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية إنه على الرغم من حقيقة أنه ليس لها علاقة بالقتال في تركيا ضد حزب العمال الكردستاني، فإن “الجيش التركي يراقب وحداتنا ويستهدفها.” وأضافت أن الأفعال التركية “سيكون لها نتائج سلبية إذا استمرت وأن الحكومة التركية ستتحمل النتائج.”