أنقرة (زمان عربي) – بالرغم من زعم المسؤولين الأتراك عبر وسائل الإعلام بأن أنقرة حصلت على تنازل من أمركيا في مسألة إقامة “منطقة آمنة” على حدودها المشتركة مع سوريا، مقابل فتح قاعدة “إينجيرليك” الجوية بمدينة “أضنة” جنوب البلاد لطائرات الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ترِد تكذيبات ضمنيّة من واشنطن تنفي صحة تصريحات المسؤولين الأتراك في هذا الصدد.
ويمكن القول بأنه منذ أن سمحت تركيا في الأسبوع الماضي للطائرات الأمريكية باستخدام قاعدة إينجيرليك الجوية في الحرب ضد التنظيم الإرهابي داعش، انشغلت أذهان الرأي العام والأوساط المختلفة بنقاشات إذا ما كان سيتم إقامة منطقة آمنة أم لا على الحدود السورية.
وركّزت الأخبار الصادرة في الصحف ووسائل الإعلام التركية في الأسبوع الأخير وتصريحات المسؤولين الأتراك على أن إقامة منطقة آمنة تدخل ضمن اتفاقية التعاون مع واشنطن في الحرب ضد تنظيم داعش. وعلى الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين الذين تجنبوا نفي هذه الادعاءات بصورة صريحة، إلا أن مسؤولاً أمريكيًّا رفيع المستوى لم يرغب في الإفصاح عن اسمه اكتفى بتكذيب هذه الشائعات عبر الإعلام، تماماً على النحو الذي فعله المسؤولون الأتراك.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قال في وقت سابق إن المناطق التي تم تطهيرها من عناصر تنظيم داعش نتيجة هذه العمليات الجوية ستكون منطقة آمنة، وسيتاح للناس العودة إلى منازلهم مرة أخرى، محاولاً من خلال هذه التصريحات إظهار أن إقامة “منطقة آمنة” جزء من الاتفاق الذي أبرمته تركيا مع أمريكا في هذا الصدد.
غير أن الجنرال المتقاعد جون ألين الممثل الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن أن تشكيل منطقة حظر للطيران عبر الأراضي السورية لم يرِد حتى اسمها بين وفدي الدولتين.
ليست هناك اتفاقات بعدُ بخصوص منطقة آمنة
في السياق ذاته، نقل جوش روجين الكاتب المخضرم في مقال كتبه بموقع “بلومبرج” الأمريكي عن ثلاث مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى قولهم بأنه ليس هناك أي خيارات على الطاولة يمكن تفسيرها بتشكيل منطقة آمنة، عقب مؤتمر تعريفي عقدوه يوم الثلاثاء الماضي مع الصحفيين.
ويرى المحللون السياسيون أن المقايضات والمساومات لا تزال متواصلة حول العديد من النقاط المهمة في الاتفاقية باستثناء قاعدة إينجيرليك. وبحسب ما نقله الكاتب روجين، فإن إحدى أهم هذه النقاط تتعلق بما إذا كان سيتم حماية المنطقة التي سيتم تطهيرها من عناصر داعش في الحدود التركية ضد طائرات نظام الأسد أم لا.
ومع أن مخطط أنقرة في إعادة المدنيين إلى المنطقة المطهّرة يترك في الأذهان انطباعاً بأن ملامح هذه القضية قد تبلورت لدى الطرفين بالفعل، إلا أنه لم تأت من واشنطن أدنى إشارة تعني أنها ستوسع نطاق عملياتها في سوريا خارج نطاق الحرب ضد داعش.
وقالت وكالة رويترز في خبر نشرته أمس إن الطرفين التركي والأمريكي يمتلكان أفكارًا مختلفة جدًا في موضوع المدنيين الذين سيتم إعادتهم إلى المنطقة التي سيتم تخليتها من مقاتلي داعش.
ومن المعلوم أنه ليس من الممكن أن تُوافق أنقرة على استيطان مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لتنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي في المنطقة التي يُقال إن مساحتها ستبلغ نحو 100 كيلو متر والتي لن يدخلها قوات الجيش التركي والأمريكي على الأرجح. أما المجموعات التي يُعلم أن أنقرة تقدم لها دعمًا كبيرًا في حربها ضد الأسد تعدها أمريكا مجموعات “متطرفة” حتى في الظروف الراهنة في سوريا.
التوقيع رسميًّا لاستخدام قاعدة إينجيرليك
أعلنت وزارة الخارجية التركية عن إبرام اتفاقية تنص على السماح للطائرات الأمريكية باستخدام قاعدة إينجيرليك الجوية في عمليات القصف التي تستهدف مواقع تنظيم داعش. حيث أوضح المتحدث الرسمي باسم الوزارة تانجو بيلجيتش أن القاعدة ستُستخدم ضد داعش فقط في إطار الاتفاقية، وأنه لا يمكن لهذه الطائرات أن تقدم الدعم الجوي لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي.