لندن (زمان عربي) – تناول الكاتب ديفيد جاردنر، محرر الشؤون الدولية بصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانيّة في مقالتين له، العمليات الجوية التي تشنها القوات المسلحة التركية في الأراضي السورية وشمال العراق التي تستهدف مواقع تنظيمي داعش والعمال الكردستاني الإرهابيين.
ويرى جاردنر أن الحكومة التركية تهدف إلى استقطاب أصوات القوميين حال الدخول في انتخابات مبكرة.
ويقول جاردنر، في تحليلاته، إن السياسة التي تنتهجها تركيا تجاه سوريا فاشلة، مشيرًا إلى أن هذه العمليات الجوية قد تنعش من جديد أمل الرئيس رجب طيب أردوغان في الفوز بالأغلبية المطلقة داخل البرلمان.
ويستهل الكاتب تعليقه على هذه العمليات في مقاله بعنوان “قنابل تركيا تكشف عن سياستها الفاشلة تجاه سوريا” قائلاً “إن العمليات الجوية التي تشنها تركيا أتاحت لها في نهاية المطاف أن تظهر على أنها غير راغبة في اتخاذ خطوات إزاء تنظيم داعش”.
ويرى جاردنر، كذلك، أنه ليس أحدًا باستثناء الحكومة التركية يصدق أن أنقرة قد اتخذت موقفًا متغيرة وأنها غيرت نهجها نحو داعش بنسبة 180 درجة.
وأضاف: “لقد تغيرت سياسة تركيا بصورة واضحة ولكن الرئيس رجب طيب أردوغان تغير أيضًا. إذ بعدما حال الناخب التركي دون فوز حزب العدالة والتنمية بالأغلبية المطلقة في البرلمان في الانتخابات البرلمانية التي أجريت الشهر الماضي، كان يبدو أردوغان عازمًا في دعوة الشعب إلى انتخابات مبكرة، بعدما عجز الحزب عن الانفراد بالحكم.
ومن ثمّ، يسعى أردوغان لصيد أصوات القوميين وتشويه صورة مؤيدي حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي كان الحصان الأسود في هذه الانتخابات المصيرية، والصخرة التي تحطمت عليها أحلام أردوغان في النظام الرئاسي وإعلانهم إرهابيين”.
ويرى جاردنر أن استراتيجية تركيا تجاه سوريا والأكراد قد تفككت، مستشهدًا بالأحداث الأخيرة.
“أردوغان يبدي ردة فعل غاضبة كالعاشق غير المرغوب فيه”
وأعاد الكاتب البريطاني جاردنر الأحداث التي شهدتها سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011 حتى الآن، موضحًا أن أردوغان يبدي ردة فعل بصورة غاضبة كالعاشق غير المرغوب فيه على الحرب التي يخوضها بشار الأسد.
وأضاف جاردنر قائلا “فتح –أردوغان- الحدود الجنوبية أمام الراغبين في محاربة نظام الأسد. وأرسل جهاز المخابرات الوطني التركي أسلحة للمعارضين السوريين. إلا أن هذه الأسلحة المقرر إرسالها لتنظيم أحرار الشام قد وقعت في يد تنظيمات أخرى مثل جبهة النصرة وداعش. عندما استولى داعش في خريف العام الماضي على كوباني (عين العرب) قال أردوغان إنه لا يوجد فارق بين داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. من ناحية أخرى، بدأ أردوغان في مفاوضات مع العمال الكردستاني، وظن معظم الأكراد أنه تحاك ضدهم ألاعيب ومؤامرات”.
ولفت جاردنر إلى أن خسارة أردوغان جذب الأكراد إلى صفوفه، أفضى إلى تحطم حلمه في تطبيق النظام الرئاسي قائلا “إن الأكراد والأتراك المعارضين لحكومة العدالة والتنمية بدأوا ينظرون إلى الحزب على أنه شريك لداعش في الجرائم التي ترتكب في البلاد.
“تركيا لا تقصف المواقع التي يحارب فيها داعش الاتحاد الديمقراطي”
ويلفت الكاتب الانتباه في مقاله إلى المواقع التي تقصفها تركيا عبر العمليات الجوية، موضحًا أن المواقع التي تشن عليها الغارات الجوية تقع شمال غرب سوريا على الناحية التي يتم فيها إرسال أسلحة لتنظيم أحرار الشام.
وأضاف “إلا أن تركيا لا تقصف المنطقة الشرقية أي المواقع التي يحارب فيها داعش حزب الاتحاد الديمقراطي. وهو الأمر الذي يُظهر أن الحكومة ترى أن هناك “داعش السيئة” وفي الوقت نفسه هناك “داعش الجيدة أو بالأحرى المفيدة” التي تحول دون تقدم الاتحاد الديمقراطي ويمنعه من اجتيازه نهر الفرات”.
وتابع الكاتب “لا يمكن تحمل المزيد من هذه التناقضات الظاهرة. فبداية حزب الاتحاد الديمقراطي يعد أقوى تنظيم يحارب داعش في المنطقة. أما داعش فقد ترد بهجمات دون الاكتراث بالتفاصيل الصغيرة. وأرى أن تركيا تتجه صوب حرب حقيقيّة سواء شاءت أم أبت ذلك”.