أنقرة (زمان عربي) – تعتزم تركيا تلبية دعوة الحكومة المصرية للمشاركة في حفل افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، في خطوة تهدف إلى تحسين العلاقات الثنائيّة بين البلدين بعدما شهدت حالة من التوتر والتدهور بسبب تغيير نظام الحكم في مصر جرّاء التدخل العسكري.
ومن المقرر أن يتم افتتاح قناة السويس الجديدة في السادس من أغسطس/ آب المقبل والذي يعد أحد أهم الاستثمارات في مصر .
من جانبه، أشار سامح شكرى وزير الخارجية المصري إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة يتعلق بالتجارة الدولية، مؤكدًا أن مصر تدعو جميع دول العالم بما فيها قطر وتركيا التي تشهد معها تدهورًا في العلاقات على الصعيد السياسي، لمشاركة الشعب المصري افتتاح مشروع قناة السويس.
وفي المقابل اعتبرت أنقرة هذه الدعوة بمثابة “غصن الزيتون” في إطار تحسين العلاقات السياسية وإعادة المياه إلى مجاريها رغم الأزمة التي تشهدها مع الحكومة المصرية. حيث تشهد العلاقات بين القاهرة وأنقرة توترًا منذ عزل الرئيس الأسبق، محمد مرسي، بلغ قمته في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، عندما اتخذت مصر قرارًا باعتبار السفير التركي «شخصًا غير مرغوب فيه»، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال، وردت أنقرة بالمثل.
وصرّحت مصادر بوزارة الخارجية لصحيفة “زمان” التركية بأنه على أسوأ الاحتمالات قد يشارك القائم بالأعمال التركي لدى القاهرة في هذه الدعوة ليمثل أنقرة.
جدير بالذكر أن القائم بالأعمال التركي شارك في مراسم أداء اليمين الدستوري لتنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي جاء إلى سُدة الحكم عقب التدخل العسكري في 2013.
لذا، فحكومة حزب العدالة والتنمية تنظر إلى مشاركة الدبلوماسي التركي على أنه “تمثيلا للدولة” وليس من الناحية السياسيّة، إلا أن الأمر الذي يلفت الانتباه هو مجيئ هذه الدعوة عقب الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من يوينو/ حزيران الماضي التي خسر فيها العدالة والتنمية الانفراد بالحكم ولم يتمكن من تحقيق الأغلبية المطلقة داخل البرلمان.
على الصعيد ذاته، يشير الخبراء السياسيون إلى أنه عقب المشهد السياسي الجديد في تركيا قد تتخذ أنقرة خطوات متبادلة تهدف إلى تطبيع العلاقات. حيث يشدد السياسيون على حتمية إقدام العدالة والتنمية المضطر لتشكيل حكومة ائتلافية عقب نتائج الانتخابات على انفتاح جديد في السياسة الخارجية.
وتشير هذه الخطوة إلى التغيير في نهج السياسة التركية تجاه مصر، حيث توترت العلاقات بين الدولتين أكثر من أي وقت مضى في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
وكانت مصر قد وجهت الدعوات إلى مختلف دول العالم؛ للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، حيث يستقبل السيسي العديد من القادة العرب والأفارقة والأجانب لحضور هذه الاحتفالية الضخمة.