المنامة 28 يوليو تموز (رويترز) – قتلت قنبلة شرطيين وأصابت
ستة آخرين اليوم الثلاثاء في أكثر الهجمات دموية بالبحرين منذ أشهر
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن المتفجرات المستخدمة من نفس النوع
الذي صادرته السلطات يوم السبت الماضي حين قالت إنها شحنة تم
تهريبها من ايران.
وطالما اتهمت البحرين التي يحكمها السنة إيران بإذكاء التوتر
في أوساط سكانها من الشيعة وخلال الأيام الماضية زاد الموقف بين
البلدين حدة باستدعاء البحرين سفيرها من طهران في مطلع هذا
الأسبوع.
كما وضع الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران وقوى غربية دول
الخليج العربية على المحك إذ تخشى أن يؤدي لتراجع الضغوط الأجنبية
على إيران وتقوية سياستها الخارجية في المنطقة.
والتفجير الذي وقع اليوم أمام مدرسة للفتيات في قرية سترة هو
الأول منذ أشهر عديدة والأسوأ منذ مارس آذار 2014 حين قتل انفجار
ثلاثة من الشرطة. ولم يعلق مسؤولون إيرانيون على تفجير اليوم.
وتنفي طهران التدخل في شؤون البحرين لكنها لا تخفي دعمها
لجماعات معارضة تسعى لمنح مزيد من الحقوق للأغلبية الشيعية. وأصبح
العنف الموجه ضد الشرطة بين الحين والآخر معتادا في البحرين منذ
احتجاجات ضخمة مطالبة بالديمقراطية قادها شيعة قبل أن تخمدها
الحكومة في 2011.
وذكرت وكالة أنباء البحرين أن ستة من رجال الشرطة أصيبوا في
تفجير اليوم اثنان منهما في حالة خطرة وآخران حالتهما مستقرة في
العناية المركزة والاثنان الباقيان خرجا من المستشفى بالفعل.
وقال شاهد لرويترز إن قوة الانفجار أحدثت ثقبا ضخما في جدار
بالمدرسة وهي مغلقة للعطلة الدراسية الصيفية.
وأدانت جمعية الوفاق وهي كبرى المجموعات الشيعية المعارضة في
البحرين الهجوم في بيان بموقعها على الإنترنت قائلة إن “هذه
الحوادث لا تمت للحراك السلمي بصلة إطلاقا وهي حوادث معزولة وغريبة
وشاذة عن الحراك الشعبي السلمي الواسع المطالب بالتحول الديمقراطي
في البحرين.”
* روابط بإيران..
ويوجه حكام دول الخليج من السنة انتقادات حادة للتدخل الإيراني
في صراعات إقليمية بالعراق وسوريا واليمن ويتهمون طهران بلعب دور
في إذكاء الطائفية المريرة بين السنة والشيعة.
وفي رسالة نشرها بحسابه على موقع تويتر لمح وزير الخارجية
البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة لعدم وجود فارق بين
المتشددين سنة كانوا أو شيعة.
وقال “لا فرق لدي بين داعشي (من الدولة الإسلامية) سني وآخر
شيعي. فهم من طينة واحدة وهدفهم واحد وإسنادهم إيراني.”
وقالت وكالة أنباء البحرين إن المتفجرات مشابهة لتلك التي
صادرتها قوات الأمن يوم السبت والتي تقول الحكومة إنها كانت مهربة
للبلاد عن طريق اثنين من البحرينيين لهما روابط بإيران.
ويوم السبت أيضا استدعت البحرين سفيرها لدى طهران للتشاور
بعدما قالت إنها تصريحات عدائية متكررة صدرت عن مسؤولين إيرانيين.
ويوم الأحد دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال
زيارة للكويت الى تشكيل جبهة موحدة بين دول الشرق الأوسط لمواجهة
المتشددين.
وقال إيمين دين مدير مركز فايف دايمنشنز للاستشارات إن من
العسير توقع دور إيران بسبب الانقسامات الداخلية.
وأضاف “هناك سياسة خارجية يضعها (الرئيس حسن) روحاني وظريف
وأخرى يضعها الحرس الثوري وفيلق القدس” في إشارة للقوى الثورية ذات
النفوذ.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)