ديار بكر/أنقرة 26 يوليو تموز (رويترز) – قالت مصادر أمنية إن
تركيا هاجمت معسكرات تابعة لمسلحين أكراد في العراق لليلة الثانية
على التوالي اليوم الأحد في حملة قد تنهي عملية السلام مع حزب
العمال الكردستاني.
وقالت أنقرة إن اثنين من جنودها قتلا وأصيب أربعة آخرون في
أحدث هجوم ينفذه مسلحو حزب العمال الكردستاني. ودعت تركيا لعقد
اجتماع طارىء لحلف شمال الأطلسي يوم الثلاثاء لبحث مخاوفها
الأمنية.
وغيرت تركيا من موقفها بشكل مفاجئ هذا الأسبوع بعد أن احتفظت
لوقت طويل بموقف متردد حيال التحالف الأمريكي ضد تنظيم الدولة
الإسلامية وأقدمت على فتح قواعدها العسكرية الجوية للتحالف وشنت
غارات بدورها على تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني.
وأثارت الضربات ضد حزب العمال مخاوف حيال مستقبل عملية السلام
الهشة مع الأكراد التي انطلقت في أواخر 2012 بعد 28 عاما من إراقة
الدماء لكنها توقفت مؤخرا.
وقالت المصادر لرويترز إن أربع طائرات إف16 نشرت في قاعدة جوية
بديار بكر في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية قصفت أهدافا
تابعة لحزب العمال الكردستاني في هاكورك بشمال العراق.
جاء القصف بعد إعلان الجيش التركي انفجار سيارة ملغومة وعبوات
ناسفة في عربة عسكرية أثناء مرورها على طريق سريع في ديار بكر مساء
اليوم . وأضاف بيان الجيش أن المقاتلين الأكراد فتحوا بعد ذلك
النار على السيارة العسكرية بالرشاشات. واصيب أربعة جنود آخرين.
وذكرت وكالة أنباء دوجان أن ستة أشخاص على الأقل اعتقلوا
للاشتباه بعلاقتهم بالحادث.
واستهدف حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة وواشنطن
تنظيما إرهابيا ضباطا من الشرطة في جنوب شرق البلاد وفي مناطق أخرى
متهما الحكومة ذات الجذور الإسلامية بمساعدة الدولة الإسلامية سرا
للإضرار بأكراد سوريا.
ويشن حزب العمال الكردستاني حربا على أنقرة منذ عام 1984 سعيا
للحصول على استقلال ذاتي للأكراد. ويتهم ساسة معارضون ومنتقدون
الرئيس رجب طيب إردوغان بشن حملة ضد الدولة الإسلامية للتغطية على
قمع الأكراد.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن العمليات مستمرة
ما دامت تركيا مهددة. وبحث الأمن مع بان جي مون الأمين العام للأمم
المتحدة في اتصال هاتفي خلال الليل.
وقال حلف شمال الأطلسي إن سفراء الدول الأعضاء فيه سيجتمعون
يوم الثلاثاء لبحث الموقف الأمني بناء على طلب تركيا.
*واشنطن تنفي وجود صلة
وأدان دبلوماسي أمريكي كبير على تويتر الهجمات التي نفذها
مقاتلو حزب العمال الكردستاني في تركيا في الآونة الأخيرة وأضاف
أنه “لا صلة” بين الضربات التي تشنها أنقرة ضد الحزب والاتفاق
الأخير لتكثيف جهود التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية. وسيطر تنظيم
الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من شمال سوريا وشرقها منذ نشوب
الحرب الأهلية قبل أربع سنوات.
وذكر بريت مكجيرك نائب المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي
لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية على تويتر “لا توجد صلة بين
الغارات الجوية ضد حزب العمال الكردستاني والتفاهمات الأخيرة
لتعزيز التعاون الأمريكي التركي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.”
كما قال بن رودز المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحفي في
نيروبي أثناء زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما
إلى كينيا “بالطبع إن الولايات المتحدة تصنف حزب العمال الكردستاني
بشكل خاص بأنه منظمة إرهابية. وبالتالي من جديد يحق لتركيا أن
تتخذ الخطوات ذات الصلة بالأهداف الإرهابية. ونحن بالتأكيد نقدر
اهتمامهم في تسريع الجهود ضد تنظيم الدولة الإسلامية.”
وقالت تركيا يوم السبت إن قرارها دخول المعركة ضد تنظيم الدولة
الإسلامية بعد وقت قصير على مقتل 32 شخصا في مدينة سروج التركية
الحدودية في تفجير انتحاري نسب لتنظيم الدولة الإسلامية سيساعد على
خلق “منطقة آمنة” في المنطقة الحدودية في شمال سوريا.”
ويقول معارضون أتراك إنهم قلقون من أن يكون هدف إردوغان من شنه
الهجمات الجديدة على حزب العمال الكردستاني هو اثارة المشاعر
المعادية للأكراد قبيل انتخابات مبكرة محتملة تجرى في وقت لاحق هذا
العام.
وخسر حزب العدالة والتنمية التركي الأغلبية في البرلمان للمرة
الأولى منذ أكثر من عقد في الانتخابات في يونيو حزيران الماضي
لأسباب يعود جزء منها إلى نجاح حزب الشعوب الديمقراطي الموالي
للأكراد في دخول البرلمان للمرة الأولى.
وقال صلاح دمرداش أحد زعيمي حزب الشعوب الديمقراطي في تعليق
على تويتر “أحد أهداف العمليات البرية والجوية والإعلامية التي
تجري في الوقت الحالي هو تقويض (قاعدة) حزب الشعوب الديمقراطي في
أي انتخابات مبكرة.”
(إعداد أحمد حسن للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)