زمان عربي – استيقظت تركيا، خلال الأيام القليلة الماضية، على وقع حادث بلدة سروج الإرهابي الذي أسفر عن مقتل 32 شخصًا وإصابة أكثر من مائة آخرين، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث التي أدت إلى توتر في سائر المدن التركية. والأحداث التي يشهدها حي غازي بمدينة إسطنبول بدأت تأخذ مجرا خطيرًا للغاية.
فقد شهدت مراسم تشييع جنازة جوناي أوز أصلان الذي مات أثناء الحملات الموجهة ضد أوكار التنظيمات الإرهابية مثل داعش، وحزب العمال الكردستاني (PKK)، وحزب جبهة التحرير الشعبية الثورية اليسارية المتطرفة (DHKP-C)، بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها بلدة سروج وعدد من النقاط الأمنية في المدن المختلفة.
وتحولت المنطقة المحيطة ببيت الجمع العلوي الذي كان من المقرر أن تشيع منه جثة أوز أصلان، إلى ما يشبه ساحة حرب بين قوات الشرطة والمجموعات التي تجمهرت أمام بيت الجمع، بعد تدخل قوات الأمن لفض التجمعات.
وكانت المنطقة نفسها قد شهدت خروج بعض الجماعات المسلحة الملثمة إلى الشوارع، إلا أن هذه المرة شهدت المنطقة تدخلا عنيفا من قبل قوات الأمن، على الرغم من عدم وجود أي عناصر مسلحة بين المتجمهرين.
وأوضح عدد من المفكرين أن ما شهده حي غازي بإسطنبول يكشف الستار عن لعبة خطيرة تحاك حول العلويين، مطالبين إعمال العقل في التعامل مع الأحداث.
وقال الرئيس العام لاتحاد العلويّين بيكتاشيين بالأناضول، جنكيز حورطوغلو، هناك من يعبث في حي غازي مرة أخرى لوقوع أحداث مشابهة للتي شهدتها البلاد من قبل.
وأوضح حورطوغلو أن تركيا لم تخلع قناع الحزن منذ قرن كامل بسبب الصراعات التي وقعت بين الأخوة والصدامات التي شهدتها البلاد، محذرًا من أن الحكومة تتخذ خطوات تضر بالثقة والألفة بين المواطنين والدولة منذ 4 سنوات.
وأضاف حورطوغلو: “حتى الآن لم نشهد مواجهات حقيقية من الحكومة ضد داعش. ولكن ما الذي حدث بين ليلة وضحاها لتنطلق المواجهات ضد ذلك التنظيم!”.