أنقرة 26 يوليو تموز (رويترز) – قال الجيش التركي إن مسلحين أكرادا قتلوا اثنين من جنوده في تفجير قنبلة مزروعة على الطريق اليوم الأحد ردا على ما يبدو على الحملة التي بدأتها أنقرة على حزب العمال الكردستاني بالتزامن مع ضربات تستهدف متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وغيرت تركيا من موقفها بشكل مفاجيء هذا الأسبوع بعد أن احتفظت لوقت طويل بموقف متردد حيال التحالف الأمريكي ضد تنظيم الدولة الإسلامية وأقدمت على فتح قواعدها العسكرية الجوية للتحالف وشنت غارات بدورها على تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني.
وأثارت الضربات ضد حزب العمال مخاوف حيال مستقبل عملية السلام الهشة مع الأكراد التي انطلقت في أواخر 2012 بعد 28 عاما من إراقة الدماء لكنها توقفت مؤخرا.
وقال بيان للجيش التركي اليوم الأحد إن جنديين قتلا وأصيب أربعة آخرون حينما انفجرت سيارة ملغومة وعبوات ناسفة أثناء مرور سيارة عسكرية على طريق سريع في منطقة قرب مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية بجنوب شرق البلاد خلال الليل.
وأضاف البيان أن المقاتلين المتشددين الأكراد فتحوا بعد ذلك النار على السيارة العسكرية بالرشاشات.
وذكرت وكالة أنباء دوجان أن ستة أشخاص على الأقل اعتقلوا للاشتباه بعلاقتهم بالحادث.
*واشنطن تنفي صلتها
وأدان دبلوماسي أمريكي كبير على تويتر الهجمات التي نفذها مقاتلو حزب العمال الكردستاني في تركيا في الآونة الأخيرة وأضاف أنه “لا صلة” بين الضربات التي تشنها أنقرة ضد الحزب والاتفاق الأخير لتكثيف جهود التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.
وذكر بريت مكجيرك نائب المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية على تويتر “لا توجد صلة بين الغارات الجوية ضد حزب العمال الكردستاني والتفاهمات الأخيرة لتعزيز التعاون الأمريكي التركي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.”
كما قال بن رودز المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحفي في نيروبي أثناء زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى كينيا “بالطبع إن الولايات المتحدة تصنف حزب العمال الكردستاني بشكل خاص بأنه منظمة إرهابية. وبالتالي من جديد يحق لتركيا أن تتخذ الخطوات ذات الصلة بالأهداف الإرهابية. ونحن بالتأكيد نقدر اهتمامهم في تسريع الجهود ضد تنظيم الدولة الإسلامية.”
وقالت تركيا يوم السبت إن قرارها دخول المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد وقت قصير على مقتل 32 شخصا في مدينة سروج التركية الحدودية في تفجير انتحاري نسب لتنظيم الدولة الإسلامية سيساعد على خلق “منطقة آمنة” في المنطقة الحدودية في شمال سوريا.”
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي إن العمليات الأمنية المكثفة سوف تستمر ما دامت تركيا تشعر بالتهديد. وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من شمال سوريا وشرقها منذ نشوب الحرب الأهلية قبل أربع سنوات.
وخسر حزب العدالة والتنمية التركي الأغلبية في البرلمان للمرة الأولى منذ أكثر من عقد في الانتخابات في يونيو حزيران الماضي لأسباب يعود جزء منها إلى نجاح حزب الشعوب الموالي للأكراد في دخول البرلمان للمرة الأولى.
وقال صلاح دمرداش أحد زعيمي حزب الشعوب في تغريدة على تويتر “أحد أهداف العمليات البرية والجوية والإعلامية التي تجري في الوقت الحالي هو تقويض (قاعدة) حزب الشعوب الديمقراطي في أي انتخابات مبكرة.”