لندن 24 يوليو تموز (رويترز) – احتفلت نيجيريا اليوم الجمعة
بمرور أول عام دون الابلاغ عن أي حالة اصابة بشلل الأطفال لتصل إلى
مرتبة كان عدد كبير من الخبراء يشكك في ان تبلغها البلاد نظرا
للصراعات الداخلية التي تعرقل جهود القضاء على المرض.
ويعني هذا حذف اسم نيجيريا من قائمة البلدان التي يتوطن بها
شلل الأطفال وذلك بعد بضعة أسابيع عندما يتسنى لمنظمة الصحة
العالمية آنئذ التأكيد على ان آخر عينات مأخوذة من أشخاص يعيشون
بمناطق ظهرت فيها اصابات في السابق خالية من فيروس المرض.
وبعد هذا الانجاز تتجه الأنظار الى باكستان التي لا تزال تتبقى
بها قلة من الاصابات ويتعين عليها ان تحذو حذو نيجيريا الآن.
ويرجع بدء الفترة التي ظلت فيها نيجيريا خالية من أي اصابة
بالمرض الى 24 يوليو تموز عام 2014 وهي أطول فترة من نوعها فيما
يراود الأمل القارة الافريقية ان تصبح في الشهر القادم خالية تماما
من أي اصابة بشلل الاطفال خلال عام كامل بعد ان سجلت آخر اصابة
بالمرض في الصومال في 11 اغسطس آب المقبل.
بذلك تدنو فرصة أن يصبح مرض شلل الأطفال ثاني مرض بشري معدي
يتم استئصاله بعد الجدري.
وقالت كارول بانداك مديرة برنامج شلل الاطفال التابع لاندية
روتاري الدولية “انه انجاز مشهود ويظهر في واقع الأمر مدى قيمة
قيادات الحكومة”.
وظل شلل الأطفال حتى خمسينات القرن الماضي يصيب الآلاف سنويا
في بلدان العالم الغنية والفقيرة على السواء فيما يهاجم الفيروس
الجهاز العصبي ويتسبب في شلل غير قابل للشفاء في غضون ساعات من
الاصابة.
وغالبا ما ينتشر المرض بين صغار السن وفي مناطق لا تتمتع بظروف
صحية جيدة ما يجعل فيروس المرض يرتع بحرية في مناطق الصراعات
والاضطرابات لكن يمكن استئصال شافة المرض من خلال حملات التطعيم
الشاملة لكل شرائح المجتمع.
وبذلت نيجيريا جهودا مضنية لاحتواء شلل الاطفال منذ ان فرضت
بعض الولايات الشمالية حظرا على التطعيم لمدة عام في اواسط عام
2003 بعد ان زعم بعض حكام الولايات والزعماء الدينيون في الشمال
الذي تقطنه اغلبية مسلمة ان التطعيمات لوثتها القوى الغربية لنشر
العقم والايدز بين المسلمين.
وفي يناير كانون الثاني من عام 2009 تعهد الزعماء القبليون في
ارجاء البلاد بدعم حملات التطعيم واقناع الىباء والابناء بتطعيم
الاطفال لكن في نفس التوقيت تقريبا بدأت جماعة بوكو حرام المتشددة
تمردا داميا لاقامة دولة اسلامية في شمال شرق البلاد.
وقال خبراء دوليون إن العالم بات الآن أقرب من أي وقت مضى في
مجال القضاء نهائيا على مرض شلل الاطفال مع عدم تسجيل أي حالات من
هذا المرض العضال في شتى أرجاء القارة الافريقية هذا العام وأقل من
25 حالة عالميا.
وفي عام 1988 عندما تم إعلان المبادرة العالمية لاستئصال شلل
الاطفال للقضاء على المرض كان متوطنا آنئذ في 125 بلدا وكان يصيب
ألف طفل كل يوم بالشلل لكن منذ ذلك الحين وبفضل حملات التطعيم
المكثفة تم القضاء على المرض عالميا بنسبة 99 في المئة.
لكن منظمة الصحة العالمية قالت مرارا إنه ما دام هناك طفل واحد
مصاب بشلل الاطفال في أي مكان فان جميع أطفال العالم يصبحون عرضة
لخطر الاصابة به.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير سامح الخطيب)