إسبارطه (تركيا) (زمان عربي) – يشهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية هذا العام موجة حر شديدة نالت تركيا أيضا نصيبها منها ولا تجدي مياه البحر المتوسط الزرقاء ولا المكيفات الهوائية في ترطيب هذه الأجواء كثيرا.
إلا أن محمية وادي يازيلي (ذات الكتابة) الطبيعية، في بلدة سوتجولير التابع لمدينة إسبارطه، جنوب غرب تركيا، تعتبر الحل الأمثل والمهرب الوحيد للباحثين عن رحلة رطبة باردة بعيدًا عن حرارة الصيف الحارقة.
تقع المحمية على الطريق الواصل بين منطقة بيرجه القديمة ومدينة بيسيديا الأثرية المعروف اليوم باسم “يالواتش”، وتحمل أهمية كبيرة من ناحية تاريخ الإنسانية.
تم إعلان الوادي متززها ومحمية طبيعية بعد كفاح كبير من مهندس الغابات أحمد كوشتشو، الذي وقف بالمرصاد لمحاولات إقامة محطة لتوليد الكهرباء بالمنطقة بنظام البناء والتشغيل والتحويل خلال عام 1989.
نصائح الفيلسوف إيبيكتيتوس
قدم الفيلسوف إيبيكتيتوس نصائح للقادمين إلى الوادي والمحمية، من خلال نقوش على الصخور الموجودة على جانب الوادي. وحتى وإن كان أغلب تلك الكتابات قد تم طمسها منذ سنوات، إلا أنه من الممكن التعرف على محتوى اللافتة الموجودة بجانب الصخور القديمة.
وعلى بعد 300 متر من مدخل المحمية يجد الزوار والسياح اللوحات والصخور المكتوبة للفيلسوف إيبيكتيتوس من خلال أبيات تحمل اسم “الإنسان الحر”. يبدأ الفيلسوف إيبيكتيتوس الأبيات قائلا: “أيها المسافر”، ثم يستفيض: “أيها المسافر، قم بإعداد احتياجاتك في الطريق، ثم انطلق في الطريق، واعلم أن الشخص الحر هو من يتمتع بالحرية الشخصية. فمقياس الحرية يوجد في الطبع الأصلي للإنسان. وإذا كانت قراراته صادقة ونابعة من داخله، فإنها تجعل الإنسان حرا، وإن كانت صداقته في قلبه فإنها تجعل الإنسان أصيلا”.
يزيد ارتفاع الوادي من 100 إلى 400 متر تقريبًا، ويضم جسرا خشبيا للمشي بطول 1.5 كيلو متر.
تعتبر المسارات المخصصة للمشي داخل الوادي سهلة للمشي، وبمجردالدخول في المحمية يتمكن الزوار من الاستمتاع بالانتعاش بمياهها الباردة والصافية، والهروب من حرارة الجو الحارقة، والاستراحة لفترة من الوقت، وتناول أكواب من الشاي وسط الطبيعة الخلابة، كما يمكنهم التنزه وتناول المأكولات إن جاؤوا مستعدين لذلك.