تحليل- زمان عربي: كانت حكومة العدالة والتنمية وعلى رأسها الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوداوغلو تدعي منذ سنتين تقريبا أن حركة الخدمة تنصتت على المكالمات الهاتفية بعد أن تسربت داخل الحكومة وقامت بتسويقها لوكالات المخابرات العالمية. وفوق ذلك كانوا يدعون كذبا أن لديهم أدلة تثبت ذلك وسيكشفون عنها قريبا أمام الرأي العام.
لكن أردوغان ومسؤولي الحكومة لم يأتوا بأي دليل رغم مرور سنتين على افتراءاتهم، إلا أنهم باتوا صامتين تماما خلال اليومين الأخيرين إزاء قرار المحكمة بتبرئة مسؤولين اتهموهم بالتنصت وتجاه الأخبار التي كشفت كذبهم.
ولا شك في أن حجتهم القوية كانت أجهزة التنصت التي عُثر عليها في مكتب أردوغان قبل 4 سنوات.
وقد ظلت حكومة العدالة والتنمية صامتة عن ذلك طوال عامين، إلا أنها بدأت بالحديث عنه بعد عمليات الكشف عن أعمال الفساد والرشوة التي تورطت فيها أعضاء من حكومة أردوغان في 17-25 ديسمبر 2013، فأخذت الحكومة تتهم حركة الخدمة لتتخذ من هذا الاتهام وسيلة لنجاح حملاتها الانتخابية.
ولكن المحكمة أصدرت قرارا ببطلان هذه الادعاءات منذ يومين وبرَّأت كل المتهمين المعتقلين بسبب هذا الإفتراء وأفرّجت عنهم.
إلا أن التطورات التي أرعبت أردوغان وحكومته قد وردت من ألمانيا. فقبل عام ونصف العام تقريبا اجتمع 4 مسؤولين بينهم وزير الخارجية داوداوغلو ورئيس المخابرات خاقان فيدان للحديث حول سوريا.
وقد قال فيدان في هذا الاجتماع السري بامكاني أن أرسل 4 من رجالي إلى سوريا ليطلقوا 8 صواريخ على تركيا لتكون لدينا حجة لدخول سوريا. فأصيب الناس في تركيا والعالم بحيرة من أمرهم.
وقد ادعى أردوغان وداوداوغلو وكبار المسؤولين في العدالة والتنمية أن حركة الخدمة هي التي تنصتت على هذا الاجتماع.
وبعد انتشار الحديث الذي جرى في هذا الاجتماع بثلاث ساعات فقط قال أردوغان في حملته الانتخابية في ديار بكر: “إن هذه خسة ودناءة وقلة شرف وأخلاق. وسنكشف أوكار هؤلاء (وكان يقصد حركة الخدمة). يا ترى، لصالح من تعملون حتى تتجسسوا على هذا الاجتماع المهم”.
أما داود أوغلو فقد قال قبل مضي 24 ساعة في مدينة كونيا: “إنه شريط مقزز، فقد حاولوا التطفل على أسرار الدولة وحاول الكيان الموازي وأعوانه أن يتدخلوا في ذلك الاجتماع الطارئ الذي عُقد بتوجيهات من مجلس الأمن القومي ورئيس الوزراء أردوغان. فلا الكيان الموازي ولا بيادقهم ولا أعوانهم في الخارج سيتمكنون من كسر عزيمتنا”.
وبعد ذلك بدأ أردوغان يلقي على حركة الخدمة التهم التي لا أساس لها من الصحة، وظل مصرا على أن حركة الخدمة هي التي تجسست على ذلك الاجتماع.
وبعد الانتخابات المحلية في 30 مارس 2014 استمر داود أوغلو في هذه الادعاءات. وقال: “حين تحدث حادثة ما فأنا أنظر إلى من يقف وراء تلك الحادثة. أتعلمون من كان وراء تلك الحادثة؟ مؤيدو الأسد في تركيا، والكيان الموازي، والمقربون من إيران”.
وبعد ذلك اعترف بأنه لا يملك دليلا على ادعائه بل إنه تكلم عن محض قناعته في ذلك.
فقد انهارت كل تلك الافتراءات وحملات الكذب بتقرير نشرته مجلة فوكوس الألمانية
وذكرت المجلة أن المخابرات الأمريكية هي التي تجسست على الاجتماع.
ولم يدل أردوغان ولا داود أوغلو ولا أي مسؤول في حكومة العدالة والتنمية بأي تصريح حول هذا الخبر. وثمة تساؤلات بماذا سيردون على أمريكا تجاه هذا الخبر وإن كانوا سيعتذرون مجرد اعتذار على الأقل من حركة الخدمة أم لا!