الرباط (زمان عربي) – يشهد المغرب أجواءً رمضانيّة بنكهة خاصة حيث تطرأ على المملكة العديد من التغييرات التي تُبشر بمجيئ الشهر الكريم فسرعان ما تنتظم الحياة من جديد وفق توقيت خاص بشهر رمضان وتُغلق معظم المطاعم والمقاهي حتى ساعة الإفطار.
ويولي المغاربة أهمية كبيرة للإستفادة من روحانيات شهر رمضان؛ حيث تزداد زيارات الأقارب، وعادة ما يتم تناول وجبة الإفطار وقت المغرب مع الأسرة والأقارب والأصدقاء، كما يكثر الاهتمام خلال هذا الشهر المبارك بقراءة القرآن الكريم والأدعيّة وأداء العبادات الأخرى.
وتُعقد داخل القصر الملكي بالرباط في شهر رمضان المبارك حلقات دروس دينية تحت اسم “الدروس الحسنيّة الرمضانية” بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس.
ويدعى العديد من العلماء من دول مختلفة إلى هذه الدروس التي بدأت في عهد الملك الحسن الثاني والد الملك محمد السادس. ويستمر هذا البرنامج، الذي يعد فريدا من نوعه في العالم العربي والإسلامي، خلال شهر رمضان ويتضمن دروسا دينية يحضرها عدد كبير من المسؤولين في الدولة والأكاديميين ورؤساء البعثات الأجنبية والسفراء وضيوف أخرين من خارج المملكة.
وكذلك يهتم المغاربة بتقديم مساعدات وهبات في شهر رمضان إلى جمعيات تعمل تحت إشراف الملك، كما أن بعض المؤسسات والجمعيات تنظم حفلات إفطار جماعي.
تناول وجبة الإفطار الرئيسية يكون بعد صلاة التراويح!
يمكن القول بأن نمط البدء في الإفطار في المغرب يختلف قليلا عما هو عليه الحال في تركيا. إذ أن المغاربة عادة يكسرون صيامهم بتناول شيء يسير من الحليب والتمر. وبعدها مباشرة يتناولون “حساء الحريرة” الذي لا غنى عنها في شهر رمضان. وهي شوربة يتم إعدادها بالبقوليات مثل الحمص والعدس الأخضر والأرز والخضراوات مثل الكرفس والطماطم والكزبرة والتوابل كالزعفران والكركم والفلفل الأسود إلى جانب قليل من اللحم.
ولاتخلو المائدة في المغرب من الحلويات المغربيّة التقليدية مثل السفوف والشباكيّة. ولا تخلو المائدة في هذا الشهر عن فطائر البطبوط وبريوات والمخبوزات التي تعد خصيصًا لشهر رمضان مثل البغرير (القطايف) والمسمّن والبيض المسلوق وغيره.
أما الوجبة الرئيسية فيتناولها المغاربة بعد الفراغ من صلاة العشاء والتراويح. كما أنهم لا ينامون عادة حتى وقت السحور.
الحياة في رمضان تبدأ بعد صلاة التراويح
لكل مدينة في المغرب عادات وتقاليد خاصة بها. وتبدأ بوادر الشهر الكريم تلوح في الأفق مع رائحة الحلويات والأطعمة التي تعد خصيصا لرمضان وتباع في الشوارع ورائحة المحشيات على اختلاف أصنافها.
وفي بعض المدن المغربية هناك عادة العزف على بعض الآلات الموسيقية في أوقات الإفطار والسحور، مثل المزمار المصنوع من النحاس والذي يكون طوله قريبا من المتر الواحد.
وعادة ما تبدأ الحياة في المغرب بعد صلاة العشاء والتراويح وتستمر حتى وقت السحور؛ حيث تكتظ الشوارع والأزقة بالمارة، وكأن نشاط حياة النهار تنتقل إلى الليل، إذ تكون جميع المطاعم والمقاهي فاتحة أبوابها لضيوفها حتى وقت السحور.
ويفضل المغاربة بوجه عام في شهر رمضان ارتداء الزي التقليدي المكون من الجلابية أو الجبادور. وتمتلئ الجوامع والمساجد بالمغاربة الذين يرتدون الجلابيب البيضاء أو بالألوان الفاتحة.
كما يقوم الأطفال صباح ليلة القدر بالصيام للمرة الأولى، وبعد الإفطار يرتدون الزي المحلي الخاص بالمغرب ويلتقطون مع أسرهم صورا في الأماكن المختلفة للمدينة. ويتجولون في شوارع المدينة والأماكن السياحيّة حتى ساعات متأخرة من الليل.
وعادة ما يفضل المغاربة زيارة الأماكن التاريخية مثل صومعة حسان (المبنى التاريخي المتميز بالعاصمة المغربية الرباط) وضريح محمد الخامس والحسن الثاني وغيرها من المعالم الثقافية والتاريخية.