أنقرة (زمان عربي) – أصدرت رئاسة هيئة الشؤون الدينية التركية فتوى أكدت فيها أن الطعام الذي يتبرع به المواطنون للبلديات أو الجمعيّات لتقديمه للمحتاجين للإفطار في شهر رمضان لا يغني عن الزكاة.
وأجاب المجلس الأعلى للشؤون الدينية برئاسة هيئة الشؤون الدينية التركية على سؤال: “هل يمكن أن تحل أطعمة الإفطار المقدمة إلى البلديات أو الجمعيّات في شهر رمضان أو الأطعمة التي توزع في مطاعم الفقراء بدلا عن الزكاة أو صدقة الفطر؟”، وعليه أصدر المجلس فتوى قال فيها إنه لا يمكن أن تحل أطعمة الإفطار تلك محلّ الزكاة.
وأضاف المجلس الأعلى للشؤون الدينية في الفتوى: “لا يجوز ذلك نظرًا لأن أطعمة الإفطار المذكورة التي تقدم للناس عامة لا تتضمن التمليك لمستحقها تمليكا كاملا على وجه التبرع، أي بدون مقابل، وهو الأمر الذي يعد أحد الشروط الأساسية لصحة الزكاة، حيث هناك العديد من الأشخاص لا يجوز إعطاؤهم الزكاة من بين الذين يتناولون هذا الإفطار. إلا أنه إذا أرسلت الأطعمة لمنازل الفقراء بنية الزكاة أو قدمت لشخصهم مباشرة فتعد زكاة”.
وردًا على سؤال: “هل يمكن تقديم الزكاة للمؤسسات مثل الأوقاف والجمعيات التي تقدم علاجات صحيّة للفقراء والضعفاء والمساكين؟”، قال المجلس “إن حق تمليك الزكاة لمستحقها تمليكا كاملا هو أحد شروط صحة الزكاة وصدقة الفطر. والتمليك يعني تمليكها لمستحقها تمليكا كاملا على وجه التبرع، أي بدون مقابل، ليتمكن المستحق للزكاة من التصرف بها تصرفا كاملا، فلا يكفي أن يبيحها له إباحة، كأن يدعوه إلى وليمة مثلا فيأكل منها ما شاء، ولا أن يعيرها له إعارة لمدة معينة ثم يستردَّها منه، ولا أن يقدِّمها له على وجه القرض لمدة معينة ثم يستردَّها منه”
وأضاف: “ومن هذا المنطلق يمكن تقديم الزكاة وصدقة الفطر للجميعات والمؤسسات التي تجمع الزكاة وصدقات الفطر في صندوق خاص لتمليك الفقراء وتدار من قِبل أشخاص يؤتمن عليهم من جميع النواحي وذلك عن طريق تعيين المسؤولين كنواب من أجل توصيلها للمحتاجين والفقراء. وفي حال حصول الجمعيات والأوقاف المذكورة على توكيل من الأشخاص الذين يجوز لهم الحصول على الزكاة لإنفاقها على علاجهم واحتياجاتهم الأخرى، فيمكن لهذه المؤسسات جمع الزكاة باسمهم. وينبغي الحصول على توكيل من أولياء أمور الأطفال الصغار الذين لم يصلوا إلى سن البلوغ بعد. ولاشك أيضًا في أنه ينبغي أن يتحلى الأشخاص الذين سيتم توكيلهم بالثقة من جميع النواحي وعدم إنفاق الزكاة في أمور أخرى”.