إسطنبول (زمان عربي) – لمن يرغب في الاستمتاع بأجواء رمضان أمام أحد أجمل المناظر الموجودة في مدينة إسطنبول وتناول وجبة الإفطار مقابل برج “الأميرة” وزيارة ضريح ولي الله عزيز محمود هدائي عليه التوجه إلى حي أوسكودار بالجهة الأسيوية من مضيق البسفور .
ولا شك في أن منطقة السلطان أحمد الواقعة بشبه الجزيرة التاريخية بقلب إسطنبول في شطرها الأوروبي من أكثر الأماكن التي يرتادها الناس بكثرة للاستمتاع ببهجة شهر رمضان المبارك.
إلا أن الناس لا يهملون تذوق أجواء رمضانية متميزة في حي أوسكودار من حين لأخر لأن هذا الحي يعد في الوقت ذاته أفضل مكان لمشاهدة شبه الجزيرة التاريخيّة وبرج الأميرة الموجودة وسط البحر.
وتعد منطقة أوسكودار واحدة من المحطات الروحانية لإسطنبول. حيث يمكن الشعور بهذه الأجواء في كل زاوية من زواياها. فعلى سبيل المثال إن توجهتم صوب شاطئ “صالاجاك” سيواجهكم بعد قليل جامع “إيمراهور”، وسترون مستودعات الصدقة أو كما كانت تسمى “أحجار الصدقة” (وهي عبارة عن الفجوات في الأعمدة أو في سور الجامع يترك فيها الناس صدقاتهم فيأخذ المحتاجون والفقراء ما يريدون قدر حاجتهم دون أن يرى الواحد منهم الآخر) بجانب الأشجار الموجودة منذ قرون بساحة الجامع. إلا أن الناس لا يهتمون بها اليوم كما كان في السابق.
وبعدها يمكن الاتجاه إلى منطقة “أيازما” في المكان الذي يستقبلكم فيه الجامع الجميل للسلطان مصطفى الثالث الذي يتم ترميمه الآن ولكن يجب ألا تنسوا أن تزوروا أيضًا مقبرة الانكشاريين التي قد لا تجدونها في مكان أخر.
فلنشاهد الآن برج “الأميرة” في وسط البوسفور وشبه الجزيرة التاريخية في الجهة المقابلة ونحن نستمع بصوت الأذان ونتناول وجبة الإفطار.. وتقبل الله منكم الصيام.
سلطان السلاطين: ولي الله عزيز محمود هدائي
ننصحكم بأداء صلاة العشاء في جامع شمسي باشا المعروف بين الناس باسم “جامع كوشكونماز”. وبعده نتابع اللافتات المكتوب عليها “هذا الطريق يؤدي إلى ضريح عزيز محمود هدائي”.
نعم، نحن الآن في مقام عزيز محمود هدائي الذي يعد السراج الروحي للبوسفور. إنه الشيخ هدائي أحد جهابذة الطريقة الخلوتيّة، الذي قِيل عنه غنه أهم آثار الشيخ أوفتادة البورصوي أحد معالم التصوف.
لقد شهد عصور السلاطين العثمانيين مراد الثالث ومحمد الثالث وأحمد الأول وعثمان الثاني ومراد الخامس، وقدم نصائحه إلى السلاطين الخمسة هؤلاء. ولنقل “آمين” على الأدعية التي يقرؤها الزائرون في قبر الشيخ عزيز محمود هدائي أحد الأولياء الكبار في القرن السادس عشر. وهو القائل “إن الذين يزوروننا في محيانا ويزورون قبرنا بعد وفاتنا ويقرأون الفاتحة على روحنا فهم أحباؤنا. اللهم لا تغرق أحباءنا في البحر ولا تذقهم الفقر في أرذل العمر، اللهم لا تأخذهم إلى جوارك قبل أن يتموا إيمانهم”.
صلاة التراويح في جامع هدائي
إذا تذوقتم حلاوة شهر رمضان في إسطنبول فعليكم أن تؤدوا صلاة التراويح ولو لمرة واحدة في جامع عزيز محمود هدائي لتكتمل فرحتكم. فلنقدم لكم معلومة موجزة عن هذا الجامع التاريخيّ:
بدأ تشييده في عام 1589 وتم الانتهاء منه في ست سنوات تقريبًا. وأشرفت على بنائه السلطانة عائشة هوماشاه حفيدة السلطان سليمان القانوني.
وبعدما بدأت تلوح على الجامع علامات السقوط قام السلطان عبد المجيد بإعادة ترميمه. وبالمناسبة فالسيدات محظوظات للغاية لأن المكان المخصص لهنّ في الجامع في غاية الجمال والروعة.