(لاضافة تصريحات مسؤول ايراني بارز ووزير خارجية فرنسا وسفير
ايران لدى وكالة الطاقة الذرية)
من باريسا حافظي وارشد محمد
فيينا 2 يوليو تموز (رويترز) – مازالت طهران والقوى العالمية
بعيدة عن تحقيق انفراجة في المحادثات النووية اليوم الخميس مع وصول
وزراء الخارجية لاعطاء دفعة للمفاوضات التي ركزت على كيفية رفع
العقوبات وسبل التحقق من التزام ايران بتعهداتها بموجب الاتفاق.
وتجري إيران محادثات مع الولايات المتحدة وبريطانيا والصين
وفرنسا وألمانيا وروسيا للتوصل إلى اتفاق يلزمها بالحد من أنشطتها
النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وأشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى تحقيق بعض
التقدم وقال انه سيعود الى فيينا مساء الاحد على أمل التوصل الى
اتفاق نهائي لانهاء المواجهة المستمرة منذ 12 عاما بين ايران
والغرب.
وقال مسؤول ايراني كبير للصحفيين ان ايران والدول الست تدرس
تواريخ محتملة للتوقيت الذي يمكن فيه للولايات المتحدة والاتحاد
الاوروبي والامم المتحدة رفع العقوبات وبدء تنفيذ القيود على
الانشطة النووية الايرانية.
وأضاف ان الفكرة كانت تقوم على ان يعد الجانبان كل شيء حتى
يبدأ تنفيذ الاتفاق في يوم محدد. غير ان المسؤول سلط الضوء على
خلاف رئيسي بين ايران والقوى الغربية عندما قال ان طهران تتوقع
“إلغاء” العقوبات الدولية الرئيسية.
ويتحدث مسؤولون امريكيون ومن الاتحاد الاوروبي عن تعليق
العقوبات وليس وضع نهاية لها حتى يمكن فرضها مجددا اذا تقاعس
الايرانيون عن الالتزام بالاتفاق.
وتشتبه القوى الغربية وحلفاؤها في ان ايران تستخدم برنامجها
المدني للطاقة النووية ستارا لتطوير القدرة على صنع أسلحة نووية.
وتنفي ايران ذلك وتقول ان برنامجها مخصص للاغراض السلمية فقط.
ولم ينجح المفاوضون في التوصل إلى اتفاق بحلول يوم الثلاثاء
الماضي الموعد النهائي المتفق عليه سابقا ومددوا الفترة أسبوعا
إضافيا حتى السابع من يوليو تموز.
وسيكون التوصل الى اتفاق انجازا سياسيا كبيرا لكل من الرئيس
الامريكي باراك أوباما والرئيس الايراني حسن روحاني. ويواجه
الاثنان شكوكا من متشددين أقوياء في الداخل في بلدين كانا عدوين
منذ ان اقتحم ايرانيون السفارة الامريكية في طهران عام 1979 .
وأجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأمريكي
جون كيري محادثات مكثفة في فيينا وانضم إليهما اليوم الخميس وزراء
خارجية كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين.
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند للصحفيين لدى وصوله
“لا أعتقد اننا وصلنا الى أي نوع من الانفراجة حتى الان وسنفعل كل
ما يتعين علينا عمله للابقاء على القوة الدافعة.”
وقال المفاوض الإيراني مجيد تخت روانجي للصحفيين في فيينا “لقد
وصلنا إلى الأيام الأخيرة لكن من غير الواضح متى سيحل اليوم
الأخير.”
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم الخميس إن هناك
امكانية قوية لأن تتوصل الدول الكبرى وإيران الى اتفاق نووي في
الأيام القادمة لكنه حذر في الوقت نفسه من أنه لا تزال توجد مواضيع
صعبة تحتاج إلى حل.
وقال وانغ للصحفيين لدى وصوله إلى فيينا ردا على سؤال عما إذا
كان يرى فرصة للتوصل إلى اتفاق بحلول السابع من يوليو تموز “أعتقد
أن هناك إمكانية كبيرة.”
وأضاف عبر مترجم “لدينا ثقة في أن الاطراف المعنية ستصل في
النهاية إلى حل عادل ومتوازن.”
لكنه قال إن إيران والدول الست “تواجه عددا من القضايا الهامة
والحساسة التي لا يمكن لأحد أن يشيح بوجهه عنها”.
وتشمل المواضيع الرئيسية التي لم يتم الاتفاق عليها بعد أيضا
إجراءات المراقبة وخطوات التحقق من التزام إيران بأي اتفاق يتم
التوصل إليه.
وتريد القوى الكبرى من إيران السماح لمفتشين تابعين للوكالة
الدولية للطاقة الذرية بدخول مواقعها العسكرية والاجابة عن أسئلة
الوكالة بشأن نشاطها النووي السابق الذي ربما كانت توجد له أهداف
عسكرية.
وزار المدير العام للوكالة يوكيا أمانو طهران اليوم الخميس
للقاء مسؤولين إيرانيين.
ووضع الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي – الذي يملك
سلطة تعطيل أي اتفاق – عقبة أمام المحادثات في الأسبوع الماضي
عندما استبعد تجميدا طويل الأمد للأنشطة النووية الحساسة أو فتح
المواقع العسكرية أمام المفتشين.
وقال دبلوماسي غربي لرويترز “المواقف التي عرضها خامنئي في
الأسبوع الماضي تجعل التغلب على الخلافات في الأيام القليلة
المقبلة أشد صعوبة ولا يزال هناك عمل يتعين إنجازه.”
وفي رد على ما يبدو على خامنئي قال الرئيس الأمريكي باراك
أوباما يوم الثلاثاء إنه لن يتم إبرام أي اتفاق إلا إذا قطع جميع
السبل أمام إيران لتطوير قنبلة نووية وضمن وضع نظام متين للمراقبة.
وقال المسؤول الإيراني الكبير في فيينا إن إيران ستنضم إلى
نظام خاص للتفتيش تابع للوكالة الدولية يدعى البروتوكول الإضافي
سيتم تنفيذه بشكل مؤقت في بداية الاتفاق ويصدق عليه البرلمان
الإيراني في نهاية المطاف.
ويتيح البرتوكول لمفتشي الوكالة الدولية قدرة أكبر على الوصول
إلى المواقع التي يشتبهون في حدوث أنشطة نووية بها لكن مسؤولين
أمريكيين يقولون إنه غير كاف لأنه قد يسمح لإيران بالتعطيل من خلال
التباطؤ في المفاوضات بشأن طلبات الدخول إلى المواقع.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن رضا نجفي
سفير إيران لدى الوكالة الدولية قوله إن زيارة أمانو “بناءة”. ولم
يصدر تعليق فوري من الوكالة الدولية.
كان مسؤول أمريكي كبير قال هذا الأسبوع إن القوى الكبرى اتفقت
على إجراء لضمان حصول الوكالة الدولية على الإمكانية التي تحتاجها
لدخول المواقع برغم أنه لم يكن هناك أي تلميح إلى أن إيران قد قبلت
ذلك.
(إعداد مصطفى صالح ورفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)