أنجمينا (زمان عربي) – في الوقت الذي تعم فيه بركة شهر رمضان المبارك وفرحته العالم بأسره، تشهد تشاد إحدى دول وسط أفريقيا أجواء رمضانية مختلفة بعاداتها وتقاليدها التي تعود لقرون من الزمان.
وتتواصل عادة تقديم وجبات الإفطار للضيوف داخل المنازل في تشاد، التي يغلب عليها الأجواء الحارة. أما عن وضع مائدة الإفطار على الأرض فهي عادة مختلفة في تشاد. كما يتم تنظيم برامج يُطلق عليها “موعد الدعاء” خلال شهر رمضان في الجوامع التي يتدفق عليها الناس.
وبحسب العادات والتقاليد الموروثة في تشاد ينبغي على كل أسرة تقديم وجبات إفطار للضيوف ما بين ثلاث أو سبع مرات على الأقل خلال الشهر المبارك حسب إمكانيات الأسرة. علما بأن الأسر ميسورة الحال يمكنها أن ترفع عدد هذه الدعوات.
ويستقبل سكان المنزل الضيوف الذين تمت دعوتهم إلى تناول وجبة الإفطار. ويبدأ الضيوف بعد جلوسهم إلى المائدة الموجودة عليها أصناف مختلفة من الطعام إفطارهم بالتمر مع رفع أذان المغرب. ويتذوق الضيوف المجتمعون حول المائدة المفروشة على الأرض في أجواء حميمية الأكلات التي لكل واحدة منها لذتها وطعمها الخاص بها.
وهناك عادة أخرى في تشاد، وهي أن صاحب المنزل يقوم بصب الماء من الإبريق ليقوم الضيوف الذين انتهوا من طعامهم من مائدة الإفطار بغسل أيديهم بعدما يتم إحضار طشت وإبريق قرب الانتهاء من الطعام. ويقوم صاحب المنزل بصب الماء على كل واحد من المدعوين ليظهر لهم كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال والاحترام للضيف. وبعد تناول الطعام مباشرة يؤدون صلاة العشاء في جماعة.
موعد الدعاء في الجوامع
يتم أداء مراسم الأدعية الجماعية في الجوامع والمساجد بتشاد خلال شهر رمضان المبارك التي يشارك فيها الناس من جميع الأعمار من الصغار حتى الكبار. وتشارك النساء في هذه الأدعية في الأماكن المخصصة لهنّ. كما تقوم بعض الجوامع بتنظيم برامج للأدعية للنساء فقط. وتبدأ برامج الدعاء في الجوامع عادة من الساعة السابعة صباحًا وتستمر لنحو ساعتين.
وتستمر هذه العادة، التي تحظى بإقبال كبير في شهر رمضان في تشاد، منذ قرون من الزمان. إذ بمجرد أن تأتي ساعة الدعاء يتوجه الناس نحو الجوامع والمساجد. كما يخصص الأئمة والوعاظ كل يوم موضوعا جديدا للحديث حوله. وعادة ما يتم ترديد الدعاء في جماعة قبل الوعظ الديني. حيث إنهم يرددون جميعًا في صوت واحد الأدعية التي يقرأها الواعظ، وتصدح أصوات الأدعية في وقت واحد داخل الجامع وخارجه.
وتؤدى صلاة التراويح في 50 جامعا تقريبا في العاصمة أنجامينا التي تختتم القرآن الكريم. لدرجة أنه توجد أحيانًا صعوبات في إيجاد أماكن للصلاة داخل الجوامع من كثرة المصلين. وتحمل ليلة القدر التي تفوق فضلها ألف شهر أهمية خاصة لدى أهالي تشاد.
وتؤدى صلاة التهجد كل ليل قبل 10 أيام من ليلة القدر في جماعة من الساعة الواحدة حتى الساعة الثالثة ليلا. ويرفع الإمام صوته بالتضرع والدعاء إلى الله خاشعا مدة ربع ساعة على الأقل في نهاية الصلاة بمشاركة من الجماعة.