نازلي إيليجاك
رجب طيب أردوغان هو أكبر ورقة بيد حزب العدالة والتنمية وأكبر مشكلة بالنسبة له في الوقت نفسه. أردوغان رئيس شعبي نجح في الالتحام بالناس. وكان محبوبا من خلال تصرفاته المخلصة ووقفته الصادقة. لكن كل المشاكل بدأت تحدث بعد عام 2011. فمرحلة الإدارة بالاستبداد لم تنجح، بل صارت سببا للمشاكل، لأن أردوغان هو الذي حال دون محاكمة المتهمين بأعمال الفساد والرشوة من أبناء الوزراء ورجل الأعمال إيراني الأصل رضا ضراب. واعتبر العملية الناجحة في كشف النقاب عن الأموال المخبأة في صناديق الأحذية وآلات عد النقود، محاولة انقلابية ونجح في إقناع شريحة من الشعب بذلك.
وأصبح أي تصرف معارض للحكومة يعتبر محاولة انقلابية في تركيا الجديدة. ومن ذلك أحداث حديقة جيزي بارك في إسطنبول والكشف عن شاحنات المخابرات التركية المحملة بالأسلحة المتجهة إلى سوريا.وكذلك الجهود التي أدت إلى تخطي حزب الشعوب الديمقراطية الكردي العتبة الانتخابية ليدخل البرلمان كانت من ضمن محاولات الانقلاب(!) على الحكومة. كما أن جميع أحزاب المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني التي تعارض العدالة والتنمية تذكر في نفس الإطار، إذ تم اتهامها بأنها عصابة صليبية ومحور شر وانقلابيين لأنهم أرادوا، زعما أو وهما، الإطاحة بالعدالة والتنمية!
كل هذه الإجراءات غير الديمقراطية تقف وراءها إرادة أردوغان. ولذلك وصفته بأنه مشكلة كبيرة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية. فهو العائق الأكبر أمام تشكيل الحكومة الائتلافية. وما من حزب يريد تلطيخ سمعته بالتحالف مع حزب العدالة والتنمية. لأن جميع أحزاب المعارضة وعدت الشعب قبل الانتخابات بأنها ستكافح أعمال الفساد.
ولهذه الأسباب يريد الجميع أن يتحرر حزب العدالة والتنمية من سيطرة أردوغان. ولكن من ناحية أخرى فإن العدالة والتنمية سيضعف من دون أردوغان. وإذا افترضنا أن الانتخابات البرلمانية ستعاد ولن يتدخل أردوغان في الحملات الانتخابية. وأن داوداوغلو سيخرج في الحملات الانتخابية بمفرده، فلن يكون له حظ من النجاح لأنه فقد مكانته المعتبرة بسبب تدخلات القصر الأبيض في جميع قراراته وإجراءاته.
ثمة مشكلة في خروج أردوغان للحملات الانتخابية وفي عدم خروجه على حد سواء. فالشعب يبدي ردة فعل على ذلك لأنه يجب عليه أن يكون محايدا بسبب منصبه. إن أردوغان أوصل حزبه إلى السلطة وأكسبه القوة. ولكنه هو نفسه من حول هذا الحزب إلى ألعوبة في سبيل تحقيق مصلحته الشخصية.