القاهرة (أ ب) – تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتعديل قوانين “في غضون أيام” لتحقيق العدالة الناجزة بعد حادث تفجير سيارة ملغومة أسفر عن مقتل النائب العام، وهو أول اغتيال لمسؤول مصري بارز منذ ربع قرن.
وقال السيسي إنه سيطلق يد القضاء في ما أسماها “المعركة”، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة لذلك.
وتحدث خلال جنازة النائب العام هشام بركات، الذي يشرف على محاكمة آلاف الإسلاميين، بما في ذلك الرئيس السابق محمد مرسي.
وأضاف السيسي “يد العدالة الناجزة مغلولة بالقوانين، مش هنستنى على ده هنعدل القوانين اللي تخلينا ننفذ القانون والعدالة في أسرع وقت ممكن”.
وتقدم السيسي الجنازة إلى جانب مئات من موظفي الدولة والعسكريين.
وتوقفت البرامج التلفزيونية عن البث حتى الساعة السابقة مساء لإظهار لقطات من تفجير يوم الاثنين وتداعياته.
وعززت الإجراءات الأمنية في أنحاء العاصمة قبل الجنازة، وتمركزت ناقلات جند مدرعة في جميع أنحاء المدينة في وقت مبكر اليوم وأقيمت نقاط تفتيش.
وأعلنت السلطات 30 يونيو عيدا قوميا للاحتفال بالذكرى الثانية لاحتجاجات حاشدة تبعها إطاحة الجيش برئيس البلاد الإسلامي محمد مرسي، لكنه أيضا ألغت الاحتفالات الرسمية علامة على الحداد على بركات.
وأعاد التليفزيون مرارا عرض لقطات التفجير وما تبعه، وأيضا تجهيزات الجنازة في مسجد المشير طنطاوي، وهو مسجد بني حديثا على اسم المشير الي حكم مصر على رأس مجلس عسكري في السنة التي بين الإطاحة بالرئيس المستبد لفترة طويلة حسني مبارك في 2011 وانتخاب مرسي. ونشرت الصحف على صفحاته الرئيسية صور موكب بركات تتصاعد منه ألسنة اللهب.
وسارعت السلطات وشبكات التلفزيون في تحميل الإخوان المسلمين المصنفة جماعة إرهابية، والتي ينتمي إليهم مرسي، مسؤولية الاغتيال، واتهمتها بتدبير أعمال عنف واسعة النطاق.
ومنذ الإطاحة بمرسي، شنت السلطات حملة قمع على الجماعة والإسلاميين الاخرين وقتل منهم المئات وسجنت عشرات الآلاف، وقضت بإعدامات جماعية ضدهم في محاكم واجهت انتقادات لاذعة لافتقادها للإجراءات القانونية.
وفي إشارة مبطنة إلى الجماعة، حملة السيسي مسؤولية العنف “لهؤلاء الذين يصدرون الأمر وهم في القفص (خلف القضبان)”، وقال إن مصر جاهزة لتنحية الانتقادات الدولية جانبا والوقوف أمام العالم.
وقال السيسي بالعامية للقضاة “انت متعرفوش (لا تعرف) ايد (قبضة الدولة) الدولة عاملة ازاي (كيف تكون)”، مضيفا “هتصدر (ستصدر حكما بالإعدام هيتنفذ (سننفذ) حكم الإعدام، هتصدر (ستصدر) حكم المؤبد هيتنفذ (سننفذ) حكم المؤبد”.
وفي أعقاب الإطاحة بمرسي في 2013 من قبل السيسي، قائد الجيش في ذلك الوقت، زاد تمرد المليشيات الإسلامية في شبه جزيرة سيناء بشكل كبير، حيث شنت هجمات على قوات الشرطة والجيش بشكل منتظم ما أدى إلى مقتل المئات. كما استهدفت هجمات قوات الجيش والشرطة في مختلف أنحاء البلاد، وأعلنت جماعة متطرفة أخرى ولائها لتنظيم الدولة الإسلامية وتقول إنها تريد أن تتمدد في مصر.
وتواصل العنف حتى فيما كانت مصر تجهز لجنازة بركات. ففي مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، سقطت قذيفة هاون يزعم أن متطرفين أطلقوها على موقع للجيش، على مسكن خاص، ما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة ثلاثة اخرين، حسبما قال أفراد العائلة. وفي مدينة بني سويف على شاطئ النيل جنوب القاهرة، قال مسؤولون أمنيون إن مسلحين فتحوا النار على سيارة شرطة ما اسفر عن مقتل رقيب شرطة وإصابة أربعة اخرين.
تحدث أفراد العائلة شريطة عدم كشف هوياتهم خوفا من الانتقام، فيما طلب المسؤولون الأمنيون نفس الأمر لأنهم غير مخولين التحدث إلى وسائل الإعلام.