بيروت 29 يونيو حزيران (رويترز) – بعد مرور أربع سنوات على بدء
الحرب في سوريا بات البلد مقسما أكثر من أي وقت مضى الى مناطق
خاضعة لسيطرة الحكومة وأخرى تسيطر عليها الجماعات المسلحة وبينها
جماعات إسلامية وفصيل كردي مسلح الى جانب تنظيم الدولة الإسلامية
المتشدد ومقاتلين لا ينتمون للتيار الجهادي.
ويعتبر المقاتلون المتنوعون المتنافسون أحد العوامل التي تعقد
الجهود الدبلوماسية لإنهاء حرب أودت بحياة اكثر من 220 الف شخص
واضطرت نصف سكان سوريا للنزوح عن ديارهم.
فيما يلي حقائق عن جماعات المعارضة السورية الرئيسية:
تنظيم الدولة الإسلامية
يتكون التنظيم من عدة آلاف من المقاتلين. وأعلن زعيمه أبو بكر
البغدادي قيام خلافة قبل عام في سوريا والعراق. انفصل عن جناح
القاعدة في سوريا عام 2013 واتخذ من مدينة الرقة السورية عاصمة له.
وتشير التقديرات الأخيرة الى أنه يسيطر على نحو نصف أراضي
سوريا ومعظمها في مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة في الشرق وكذلك في
أجزاء من وسط وشمال البلاد. وله وجود محدود خارج دمشق في غرب
سوريا.
وانضم آلاف المقاتلين الأجانب وبينهم غربيون الى التنظيم.
واستولى على معظم الأراضي التي يسيطر عليها من جماعات مسلحة أخرى.
واستهدفت هجماته الأخيرة أراضي خاضعة لسيطرة الحكومة مثل مدينة
تدمر بوسط سوريا.
وتستهدفه حملة قصف ينفذها تحالف تقوده الولايات المتحدة وبدأت
في العراق في اغسطس آب وفي سوريا في سبتمبر ايلول.
جبهة النصرة
هي الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا وربما تكون ثاني
أقوى جماعة مسلحة هناك. وهي جزء من تحالف لمقاتلي المعارضة تشكل
حديثا ويحمل اسم “جيش الفتح” أجبر القوات السورية على الانسحاب من
إدلب في شمال غرب سوريا بالكامل منذ أواخر مارس آذار. وللتنظيم
وجود في الجنوب ايضا.
وتقدر أعداد مقاتليه بالآلاف وكان زعيمه السوري ابو محمد
الجولاني قد صرح بأن نحو 30 في المئة من عناصره من الأجانب.
وقاتل الجولاني في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق
وأرسله البغدادي لإنشاء الجماعة في سوريا. بعد أن نمت جبهة النصرة
رفض الرضوخ لقيادة البغدادي واقتتلت الجماعتان.
وقصفت الولايات المتحدة بعض الأهداف التابعة لجبهة النصرة.
ويقول الجيش الأمريكي إنه استهدف بالقصف جماعة جهادية تعرف باسم
“جماعة خراسان”.
الجبهة الجنوبية – الجيش السوري الحر
في حين طغى المقاتلون الإسلاميون على المقاتلين من ذوي الميول
العلمانية في معظم أنحاء البلاد فإن الجنوب معقل لتحالف مازال
يقاتل تحت لواء “الجيش السوري الحر” الذي ظهر في الأيام الأولى
للصراع.
وتتبنى جماعات الجبهة الجنوبية رؤية لسوريا تضمن حقوق الأقليات
بما في ذلك الأقلية العلوية التي ينتمي لها الرئيس بشار الأسد
وكذلك المسيحيين وغيرهم ممن يعتبرون أن الجهاديين مصدر تهديد
لوجودهم.
وحققت جماعات الجبهة مكاسب في مواجهة الأسد في جنوب سوريا منذ
أواخر مارس آذار مثل السيطرة على معبر حدودي مع الأردن وقاعدة
عسكرية. وتدير الجبهة الجنوبية غرف عمليات مقرها الأردن. وتلقى
أعضاؤها بعض الدعم العسكري من دول معارضة للأسد منها السعودية.
أسس ضباط منشقون “الجيش السوري الحر” في الأيام الأولى
للانتفاضة. ووصفت الكثير من جماعات المعارضة نفسها بأنها تنتمي له
لكنها لا تقاتل تحت هيكل قيادة واحد.
وتقاتل جماعات معارضة مختلفة في الشمال خاصة داخل وحول مدينة
حلب.
أحرار الشام
جماعة سلفية يعتقد أنها تلقت مساندة من داعمين خليجيين وهي
عنصر مهم في جيش الفتح بشمال غرب سوريا. وهي جماعة قوية على الرغم
من مقتل قائدها في هجوم في سبتمبر ايلول الماضي.
وأسفر الهجوم في محافظة إدلب عن مقتل 28 على الأقل من قادتها.
وحارب ابو خالد السوري وهو أحد قادتها الذين لاقوا حتفهم مع مؤسس
تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وكان مقربا من زعيمه الحالي ايمن
الظواهري.
ولأحرار الشام وجود قوي في الشمال الغربي وبرز بوضوح في الآونة
الأخيرة في الجنوب.
جيش الإسلام
جماعة إسلامية تأسست بعد دمج فصائل معارضة عام 2013 وقاعدتها
الرئيسية في منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق.
ويعتبر زعيمها زهران علوش واحدا من أبرز الشخصيات المعارضة.
وفي مقابلة مع صحيفة مكلاتشي نشرت في مايو ايار قال إن للجماعة
عشرة آلاف مقاتل في ضواحي دمشق وسبعة آلاف غيرهم في أجزاء أخرى من
سوريا.
وتراجع عن تصريحات متشددة أدلى بها فيما سبق ووصف العلويين
بأنهم جزء من الشعب السوري وقال إنه يجب أن يكون للسوريين حرية
اختيار شكل الدولة التي يريدونها بعد رحيل الأسد.
وحدات حماية الشعب الكردية
هي قوة منظمة تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا بهدف
معلن هو الدفاع عن ثلاث مناطق ذات حكم ذاتي أنشئت منذ بدء
الانتفاضة.
وأظهرت وحدات حماية الشعب حتى الآن أنها الشريك الوحيد الذي
يعتد به للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة
الإسلامية. وهي الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي وهو حزب
سوري كردي مرتبط بحزب العمال الكردستاني.
وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال
الكردستاني جماعة إرهابية.
وتوسعت الإدارة الكردية الى مناطق اضطرت الحكومة السورية الى
الانسحاب منها. ولم يتخذ كل من الجانبين الكردي والحكومي موقفا من
الآخر لكن التوترات اشتعلت في الأشهر الأخيرة.
وأثار نفوذ وحدات حماية الشعب مخاوف تركيا التي يساورها القلق
بشأن النزعة الانفصالية بين سكانها الأكراد.
الجيش السوري
بلغ عدد أفراد القوات المسلحة نحو 300 الف فرد قبل الحرب ويقدر
محللون ودبلوماسيون أنه تقلص بمقدار نحو 50 في المئة بسبب الهروب
من الخدمة والانشقاقات وسقوط القتلى.
ويرى البعض أن من أسباب التقدم الذي أحرزه مقاتلو المعارضة في
الآونة الأخيرة مشكلة نقص الأعداد التي يواجهها الجيش. وتقدر أعداد
القوة المقاتلة ببضع عشرات من الآلاف.
ويعتقد أن كثيرين ما زالوا يخدمون بالجيش على الرغم من انتهاء
فترة التجنيد الرسمية الخاصة بهم. وحاول الجيش التكيف للدفاع عن
مناطق رئيسية واعتمد على وحدات تعتبر الأكثر ولاء للأسد.
وشن الجيش عدة حملات كبيرة للتشجيع على الانضمام اليه ويعتزم
زيادة رواتب الجنود على الخطوط الأمامية اعتبارا من يوليو تموز.
وعلى الرغم من التحديات فإن الجيش مازال يتمتع بأفضلية على
الجماعات المسلحة لأن لديه قوات جوية.
قوات الدفاع الذاتي الموالية للحكومة السورية
حشدت الحكومة جماعات محلية مسلحة للقتال الى جانب القوات
المسلحة النظامية. وتنضوي كل هذه الجماعات تحت لواء قوات الدفاع
الذاتي.
ويعتقد أنها تضم عشرات الآلاف من المقاتلين وأن دمشق تنظر
اليها على أنها يمكن الاعتماد عليها اكثر من بعض قطاعات الجيش
النظامي. ولعبت قوات الدفاع الذاتي الى جانب جماعات مسلحة أجنبية
ومحلية أخرى دورا رئيسيا في استمرار الأسد.
حزب الله
تشارك الجماعة الشيعية اللبنانية بقوة في الحرب. ويعتقد أن
الآلاف من أعضائها قاتلوا في سوريا. وفي مقابلة أجرتها معه رويترز
مؤخرا وصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد حزب الله بأنه
“حليفنا الأساسي.”
ويقوم حزب الله المدعوم من ايران بعملية كبيرة ضد مقاتلي
المعارضة في منطقة القلمون الى الشمال من دمشق على الحدود
اللبنانية.
وقال زعيم الجماعة حسن نصر الله في مايو ايار إنها تريد زيادة
وجودها في سوريا. ويشك مراقبون في أن تتوسع بصورة ملحوظة.
الإيرانيون
يعتقد أن إيران أرسلت عشرات المستشارين العسكريين وقال الرئيس
حسن روحاني إن طهران ستدعم الأسد حتى نهاية الطريق.
وقتل عدد من كبار الشخصيات العسكرية الإيرانية في الأشهر
الأخيرة. وذكرت تقارير إعلامية إيرانية أن عشرات من المقاتلين
الإيرانيين من الصف الثاني قتلوا ايضا.
وقدر مقال نشرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن
نحو 400 مقاتل لاقوا حتفهم في اشتباكات حول ضريح السيدة زينب الى
الجنوب من دمشق.
وتدعم طهران ايضا مقاتلي حزب الله المنتشرين على نطاق واسع في
سوريا.
المقاتلون الأفغان
يقاتل مسلحون أفغان من الشيعة في جانب الحكومة تحت قيادة
إيرانية. ويقول مقاتلو المعارضة إن هناك الكثير من المقاتلين
الأفغان بين من قتلوا في هجوم شنته القوات السورية والقوات
المتحالفة معها في وقت سابق من العام الحالي.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية في يونيو حزيران أن
خمسة أعضاء مما يسمى لواء الفاطميون قتلوا في سوريا خلال الدفاع عن
ضريح شيعي قرب دمشق وفي القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
المقاتلون العراقيون
تم حشد آلاف من مسلحي الفصائل العراقيين الشيعة للقتال في صف
الحكومة لكن الكثير منهم عادوا الى العراق مع توسع تنظيم الدولة
الإسلامية الذي اقتضى عودتهم الى بلادهم.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)