الأمم المتحدة 27 يونيو حزيران (رويترز) – مع تزايد الضغوط على
مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات قتل
المدنيين في سوريا قال عامل إنقاذ للمجلس يوم الجمعة إن أزيز
الطائرات الهليكوبتر يملأ قلوب السوريين بالخوف من أن “الجحيم
والنار” على وشك السقوط عليهم في البراميل المتفجرة.
وقال رائد صالح رئيس الدفاع المدني السوري وهي منظمة تضم رجال
إنقاذ يعرفون باسم الخوذ البيضاء ويهرعون إلى مواقع سقوط البراميل
المتفجرة أو هجمات قذائف المورتر للبحث عن ناجين تحت الأنقاض “هذا
الصوت يعني ترقب الموت”.
وفي الأسبوع المنصرم حث الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون
و71 دولة بالأمم المتحدة وحوالي 80 منظمة إغاثة وجماعة معنية
بحقوق الإنسان مجلس الأمن الدولي على التحرك لوقف قتل المدنيين.
ونظمت فرنسا واسبانيا اجتماعا غير رسمي يوم الجمعة لتناول قضية
البراميل المتفجرة.
وقال صالح إن البراميل المتفجرة وهي براميل من الصلب تحمل
الشظايا والمتفجرات هي السلاح الأكثر فتكا. وأبلغ صالح مجلس الأمن
أن رجال الإنقاذ يقومون بتمويه سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء من
أجل تجنب استهدافهم.
وأضاف صالح “كمواطن سوري لم أكن يوما أتخيل نفسي وأنا اطالب
بتدخل أجنبي… لكن أرواح الأبرياء من النساء والأطفال الذين يلقون
حتفهم كل يوم تدعونا لأي تدخل ممكن لوضع نهاية لآلة القتل الوحشية
التي يقودها (الرئيس) بشار الأسد.”
وينفي الأسد استخدام القوات الجوية السورية للبراميل المتفجرة.
وفي رسالة بالفيديو عرضت على مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة قال
مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إنه في حين
تستخدم قوات المعارضة على قدم المساواة “مدافع الجحيم” العشوائية –
قذائف المورتر البدائية المصنوعة من أسطوانات غاز الطبخ – تظل
البراميل المتفجرة “أكثر فعالية في قتل المدنيين بصورة وحشية”.
وأضاف دي ميستورا “تلقى (البراميل المتفجرة) من الطائرات
الهليكوبتر والطرف الوحيد الذي يملك الطائرات الهليكوبتر هو
الحكومة.”
وفي فبراير شباط العام الماضي طالب مجلس الأمن الدولي أطراف
الصراع بوقف الهجمات ضد المدنيين بما في ذلك استخدام البراميل
المتفجرة. وهدد المجلس آنذاك باتخاذ المزيد من الخطوات في حالة عدم
الامتثال.
لكن روسيا عملت بدعم من الصين على حماية حليفتها سوريا من أي
تهديدات لمجلس الأمن الدولي خلال الحرب التي بدأت قبل أربع سنوات.
وقال الدبلوماسي الروسي أندري ليستوف للمجلس يوم الجمعة إن أي
تحركات للمجلس ينبغي ألا “تقوض محاولات الحكومة السورية في مكافحة
الإرهاب بصورة شرعية.”
وقالت سمانثا باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
إن كلمات المجلس باتت مثار سخرية من خلال الاستخدام المستمر
للبراميل المتفجرة وإن “الحكومات التي تدعم هذا النظام تدعم هذه
الممارسة”.
وأدى قمع الحكومة السورية لحركة مؤيدة للديمقراطية في 2011 إلى
انتفاضة مسلحة. واستغل متشددو تنظيم الدولة الإسلامية الفوضى
التالية لذلك لإعلان قيام “خلافة” في سوريا والعراق.
وقالت الأمم المتحدة إن ما يربو على 220 ألف شخص لقوا حتفهم في
سوريا منذ بداية الحرب وإن 12.2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة بينهم
أكثر من خمسة ملايين طفل. وبلغ عدد المشردين داخليا حوالي 7.6
مليون شخص بينما فر ما يزيد على أربعة ملايين شخص من سوريا.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)