بوخارست (زمان عربي) – أظلت الأجواء الروحانية لشهر رمضان المبارك الذي يطلق عليه الأتراك “سلطان الأحد عشر شهرًا” رومانيا التي يعيش فيها نحو 100 ألف مسلم .
وتبدأ الاستعدادت لشهر رمضان في رومانيا قبل أيام لاسيما في العاصمة بوخارست وفي منطقة دوبروجا التي يعيش فيها سكان من أصول تركية. ويتزين رمضان الذي يرمز لأيام الفرح والاتحاد والصداقة بتلاوة القرآن الكريم والصوم والصلوات والتروايح.
ويسعى المسلمون للاستفادة من الأجواء الروحانية لهذا الشهر المقدس على مدى شهر في جوامع بوخارست ودوبروجا. إذ إنه لا يتمكن الإنسان هناك من الشعور بالأجواء المعنوية لرمضان في وقت الإفطار والسحور إلا في الجوامع.
وتبدأ نشوة وفرحة الشهر المبارك بالزيارات التقليدية والأدعية التي تؤدى على ضريح “صاري صالتوك بابا” الواقع في جبل “صاري بابا داغ” قبل رمضان بأسبوع.
وتمتلئ ساحة ضريح “صاري صالتوك بابا” الواقع في “صاري بابا داغ” شمال كوستنجه المعروفة تاريخيًّا بأنها أول أراضي وطئتها أقدام الأتراك المسلمين في أوروبا في عام 1263 بالزائرين الذين يتدفقون على المكان قبل رمضان بأيام. ويقع بجانب قبر صاري صالتوك مباشرة جامع “غازي علي باشا” الذي لا يزال مفتوحًا للعبادة وكذلك قبره.
ويشعر المسلمون ببهجة شهر رمضان المبارك حول الجوامع في منطقة دوبروجا التي يتواجد بها نحو 60 جامعًا على رأسها كوستنجه ومجيديّة. وتسعى جماعة المصلين التي تفد يوميًا إلى الأماكن المقدسة للاستفادة من الأجواء المعنوية من هذه الأماكن عن طريق أطعمة الإفطار وأداء صلاة التراويح والفعاليات الأخرى.
أما عن عادة تقديم وجبة الإفطار في الجامع الموجود منذ القدم في جميع القرى فهي لاتزال موجودة حتى يومنا هذا. إذ يقوم كل شخص يوميًا بتقديم طعام الإفطار. أو يقوم بإحضار الأطعمة التي أعدها في منزله ويتقاسمها معهم. وتبدأ السيدات التتاريّات ذات الأصول التركية قبل أيام في إعداد الأطعمة مثل حساء “الكولاك” و”تشي بوريك” و”كوباتا” والبقلاوة. كما تتم قراءة الأدعية قبل الإفطار وبعده بشكل جماعي. وعقب أداء صلاة المغرب وبعدها صلاة العشاء والتراويح في خشوع في جماعة.
برامج الإفطار الجماعي تحظى بإقبال كبير
تأتي برامج الإفطار الجماعي التي يتم تنظيمها في بوخارست وكوستنجه على رأس البرامج التي تحظى بإقبال كبير وتُشعر الإنسان بروح الأخوة والصداقة في شهر رمضان الكريم. وتتم دعوة المواطنين الرومانيين إلى مائد الإفطار التي تنظم بشكل جماعي إلى جانب المواطنين الأتراك ومن أصولهم تركية.
وتنظم المدارس التركية التابعة لحركة الخدمة في رومانيا المسماة” مؤسسات لومينا التعليمية” برامج إفطار جماعية تقليدية كل عام.