القدس (أ ب)- شن عشرات من الدروز الذين يقطنون هضبة الجولان، التي ضمتها إسرائيل، هجوما على سيارة إسعاف عسكرية بينما كانت تقل جريحين سوريين مساء الاثنين، وقاموا بضرب أحدهما حتى الموت للاشتباه في كونهما من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ويكشف الحادث عن الغضب المتزايد في صفوف الدروز بإسرائيل، والذين يضغطون على الحكومة الإسرائيلية للقيام بالمزيد لمساعدة دروز سوريا المحاصرين في الحرب الأهلية الجارية ببلدهم.
كما أصيب جنديان إسرائيليان كانا على متن سيارة الإسعاف بجروح طفيفة، وتم نقل الجريح السوري الآخر إلى مستشفى إسرائيلي في حالة حرجة.
ويعد هذا الحادث الثاني من نوعه في يوم واحد، حيث اعترض قرويون دروز سيارة إسعاف كان يعتقد أنها تنقل مسلحين سوريين مصابين.
من جانبه، أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم بشدة اليوم الثلاثاء.
وقال نتنياهو “لن نسمح لأحد بالتلاعب بالقانون. لم نسمح لأحد بتعطيل الجنود الإسرائيلي أثناء قيامهم بمهامهم .. سوف نحدد مكان من نفذوا هذا القتل الغوغائي ونحيلهم إلى العدالة. نحن دولة قانون ولسنا جزءا من الفوضى المتفشية حولنا”.
والدروز، وهم طائفة دينية بدأت كفرع من الإسلام الشيعي، من بين المواطنين الأكثر ولاء في إسرائيل، إلا أنهم يشعرون بقلق متزايد إزاء محنة إخوانهم في سوريا.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قتلت جبهة النصرة، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا، ما يقرب من عشرين مواطنا درزيا.
ويشعر السكان الدروز في إسرائيل بغضب أيضا إزاء سياسة الحكومة الخاصة بتقديم مساعدة طبية لمسلحي المعارضة السورية المصابين، للاشتباه في أن بعضا ممن يعالجون هم من المسلحين الإسلاميين.
لم يكشف الجيش الإسرائيلي عما إذا كان الجريحين السوريين اللذين كانا على متن سيارة الإسعاف خلال حادث الاثنين من مقاتلي المعارضة أم من المدنيين، ولكنه نفى فيما مضى معالجة مسلحين إسلاميين.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الثلاثاء بأن الجريحين السوريين من مقاتلي المعارضة.
ويقيم غالبية ما يقدر ب130 ألف درزي في إسرائيل في شمال البلاد، حيث خرج البعض إلى الشوارع مطالبين بإتخاذ خطوات أكثر حسما لمساعدة الدروز السوريين. وطالب بعضهم أيضا بأن تقدم إسرائيل لهم سلاحا ودعما جويا، في حين اقترح آخرون السماح لآلاف الدروز السوريين باللجوء إلى إسرائيل إذا اقتضت الضرورة، أو أن يسمح لدروز إسرائيل بعبور الحدود والقتال من أجل أشقائهم الدروز السوريين.
وتدين الحكومة الإسرائيلية أي اعتداء على الدروز، لكنها أحجمت عن اتخاذ أي خطوات عملية.
كما أدانت قيادات الدروز في إسرائيل هجومي الاثنين، وستعقد اليوم الثلاثاء اجتماعا طارئا يتناول الغضب المتصاعد وسط طائفتهم.
وبين دروز إسرائيل واليهود رابطة وثيقة تعود إلى أبعد بكثير من مجرد مساعدتهم على تأسيس البلاد في 1948. إذ يبجل الدروز النبي شعيب – الذي يقال إنه والد زوجة النبي موسى- الذي يقع قبره في شمال إسرائيل، ويعد من أقدس مواقعهم. وخلال الأيام الأخيرة تمتعت الطائفة بتضامن واسع من الإسرائيليين الآخرين، رغم أن غضبا حل محله عقب الهجمات العنيفة على سيارات الإسعاف العسكرية.