إسطنبول (زمان عربي) – يشهد الجامع الذي أخذ اسمه من الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري إقبالا وازدحاما كبيرين في صلاة الفجر أيام الأحد.
ومن الأهمية بمكان أن يكون ضريح هذا الصحابي إلى جانب هذا الجامع. ولذلك يعتبر هذا المكان والمقبرة المجاورة من الأماكن المباركة بالنسبة لكثير من الناس. وكان السلطان محمد الخامس (محمد رشاد) قد أوصى بأن يُدفن جثمانه هنا وكذلك كثير من رجال الدولة المهمين.
لنرحب برمضان من هذا الحي الذي كان قرية خارج أسوار إسطنبول التاريخية. وفيها جانب حافظ على طابعه التاريخي حتى اليوم.
السلطان العثماني الوحيد الذي دُفن في منطقة أبي أيوب الأنصاري هو محمد رشاد الذي خلف عبد الحميد الثاني وتسلم السلطة بعد الخامسة والستين من عمره وجاء بعده محمد السادس وحيد الدين. وإليه تُنسب العملة الذهبية “الرشادية” وقد استمر حكمه 9 سنوات.
وتوفي السلطان رشاد في 1918 بسبب الفشل الكلوي. ودُفن في الضريح الذي بُني في حياته من قبل المعماري كمال الدين.
كان الحي يشتهر بسوق ألعاب الأطفال وسوقه التاريخي الشهير الذي أصبح أثرا بعد عين، ولم نعد نراه إلا في الصور لأن رئيس الوزراء عدنان مندريس هدمه لتوسيع الشارع المؤدي إلى المنطقة.
أما السوق الواقع على طرف الطريق المؤدي إلى الجامع فلا يزال موجودا بألوانها الزاهية. وتباع فيه السبحات والمربات ومشتقات الورد من حلوى راحة الحلقوم والعطور. كما تباع فيه المصاحف والقطع التذكارية وأجزاء ياسين من القرآن الحكيم والمناشف وأغطية الرأس. وهذا السوق بمثابة معبر تقليدي إلى الماضي.
ضريح الوزير الأول سوكوللو محمد باشا
يقع هذا الضريح في السوق على الطريق المؤدية إلى الجامع. إن سوكوللو محمد باشا كان قائد البحرية لدى السلطان سليمان القانوني. وتولى منصب الصدر الأعظم (الوزير الأول أو رئيس الوزراء) في عهد السلطان سليم الثاني ومراد الثالث. وقد استمر في هذا المنصب 14 سنة. وهو صاحب مشروعي قناة السويس ودون فولجا. وذلك كان أمرا عظيما بالنسبة لإمكانيات القرن السادس عشر. ولكن بسبب العديد من العوائق لم يتحقق هذان المشروعان. وربما أضاعت الدولة العثمانية بذلك فرصة السيطرة على السياسة العالمية.
وفي المقابل يوجد ضريح سياووش باشا الذي كان الصدر الأعظم في عهد محمد الرابع. وثمة فتحات محفورة في جدران الضريح لوضع المصاحف فيها. كما أن ضريح أبي السعود أفندي شيخ الإسلام في عهد السلطان سليمان القانوني أيضا هنا وهو مطل على الجامع.
الفاتح المعنوي لإسطنبول
الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري جاء مع الجيش الأموي لحصار إسطنبول واستشهد أثناء الحصار.
وقد اكتشف الشيخ آك شمس الدين مكان قبره في سنة 1453 إبان فتح المدينة فبُني له ضريح ليكون هذا المكان بعد ذلك مزارا مباركا بالنسبة لجميع المسلمين حتى اليوم.
ركوب التلفريك والصعود إلى تلة بيير لوتي
لا تخشوا ازدحام السير بل اذهبوا بعد الإفطار إلى تلة بيير لوتي. وشاهدوا منظر الخليج (القرن الذهبي) وأنتم تستريحون وتشربون الشاي.
الإفطار على المائدة الأرضية في ظل الجامع
كما قال الشاعر الشهير سزائي كاراكوش إن الصوم جاء كالمعتاد مرة أخرى في الوقت المناسب دون أن يضل الطريق أو يخطئ الموعد. ولابد أنكم أحضرتم طعام الإفطار معكم وإلا فيمكنكم تناول وجبة الإفطار في المطاعم المجاورة للجامع. ويمكنكم تناول كعك” أيوب” اللذيذ الذي يصنعه الفرن الذي تم تأسيسه سنة 1883. كما يمكنكم تناول الخبز الخاص بالمكان الذي يُصنع في الفرن المجاور. وبعد الطعام وأداء صلاة المغرب يمكنكم الاستمتاع بشرب الشاي في مبنى مدرسة جعفر باشا التاريخية.
صلاة التراويح في جامع أبي أيوب الأنصاري
ما إن يصدح صوت الأذان من مئذنة الجامع لصلاة العشاء حتى يكتظ الجامع بالناس. وقد بُني هذا الجامع في عام 1458-1459 وشهد الكثير من أعمال الترميم. وأعيد بناؤه في عهد سليم الثالث سنة 1800. وقد افتتح السلطان سليم الثالث الجامع وصلى فيه، وأمر بوضع نماذج حجرية لطرابيش المولوية على السياج الموجود في صحن الجامع لأنه كان مولويا. وثمة 4 صنابير مياه في 4 زوايا من السياج المحيط للجامع. حان الآن وقت الصلاة وموعد الاستمتاع بصلاة التراويح.