نيويورك (زمان عربي) – مائدة الرحمن التركية في “كوينز” تعني البحث عن مكان بين الناس الذين جاؤوا للخيمة من أعراق مختلفة وحساء العدس والدجاج في الفرن والأرز وسلطة الراعي والحلوى التي يتم تقديمها في أطباق بلاستيكية للصائم وغير الصائم بعد انتظار في طابور طويل.
تستضيف الخيمة الرمضانيّة المشيّدة في بلدة كوينز بولاية نيويورك الأمريكية آلاف الناس من مختلف الأعراق هذا العام أيضًا. الزهور والتمور والصودا التركية والماء وخبز “البيدا” الرمضانيّ الموجود على الطاولات في الخيمة ينقل الصائمين إلى أجواء الأناضول التي تبعد عشرات آلاف الكيلو مترات عن أمريكا.
يعد مفهوم مائدة الرحمن أو الخيمة الرمضانيّة غريبًا بالنسبة للأمم الأخرى كما هو غريب على الشعب الأمريكي. إلا أن الخيمة الرمضانيّة التي يقيمها مركز “كوينز” للثقافة التركية يطبع في أهالي المنطقة العادات والتقاليد الرمضانيّة. لدرجة أن محافظ ولاية نيويورك أرسل نائبه إلى هذه الخيمة التي نشرت أخبارها قنوات التليفزيون المحليّة وأشاد بها الإعلام لحسن التنظيم.
وينتظر مئات الناس أمام قسم الطعام الذي يُقدم من جانبي الخيمة قبيل موعد الإفطار. وعلى الرغم من أن طابور المنتظرين لا يتقدم بسرعة إلا أنه يُفهم من انتظار الناس بلاضجر أن رمضان يعلمهم الصبر.
ويمكن للصائمين أو غير الصائمين الاستفادة من الخيمة الرمضانيّة التي تفتح أبوابها للجميع. ويقول أوغوزهان طوران مدير خيمة كوينز إن هدفهم ليس فقط شعور المسلمين بشهر رمضان في أمريكا بل إحساس الجميع بهذا الشهر ولو بأقل القليل.
يُرفع أذان المغرب عندما يحين موعد الإفطار. ويصر طوران على أن يروي واقعة حدثت في أول يوم في الخيمة “عندما سمع سيدة غير مسلمة تسكن في شقة تقع في مواجهة الشارع الأذان قالت: “أعتقد أن الأتراك يقولون شيئًا”. وبمجرد أن سمعت صوت الأذان من نافذتها سرعان ما هرعت إلى الخيمة في عجل وقالت لنا “لا يمكنني أن أصف لكم مدى سعادتي لسماع صوت الأذان هكذا”.
ويأتي على رأس الأسئلة التي يوجهها الضيوف في الخيمة الرمضانيّة “أليس تحمل الصيام صعبًا؟” ويليه “كيف تتحملون ذلك؟”، ثم يواصلون أسئلتهم عن معنى الصيام وسببه.
وأفاد طوران بأنهم يخططون لتقديم طعام في الخيمة الرمضانيّة لأكثر من 3 آلاف شخص هذا العام مثلما كانوا يفعلون في السنوات الماضية. وأوضح أن توقعاتهم في أول يومين في رمضان كانت إيجابية ولاقت ترحيبًا من الناس، مضيفا “غدًا هو آخر يوم ونتطلع إلى أن يشارك أكثر من ألف شخص كما جاء اليوم”.