شانلي أورفا (تركيا) (زمان عربي) – يوما بعد يوم تزداد معاناة اللاجئين السوريين الفارين من الاشتباكات المشتعلة بين قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتنظيم داعش ببلدة تل أبيض في شمال سوريا إلى الأراضي التركية.
لايزال اللاجؤون الفارون من بلدة تل أبيض السورية إلى بلدة أكتشا قلعة التابعة لمدينة شانلي أورفا التركية، يفترشون الشوارع والحدائق متخذين من السماء غطاءً لهم، وأعينهم في انتظار بزوغ شمس العودة مرة أخرى إلى أراضيهم. ففي الوقت الذي يحصل فيه نحو 150 من اللاجئين، الذين افترشوا أحد جراجات الشاحنات الثقيلة، على مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر التركي، يبقى الآخرون على الأرصفة وفي الطرقات محرومين من المساعدات، ليزداد وضعهم سوءًا في أيام شهر رمضان المبارك.
وكان المشهد الذي دمعت له العيون هو إحضار أحد محبي الخير وجبات غذائية تتكون من دجاج وأرز ولبن رايب لإفطار اللاجئين، إلا أنه غفل عن أن يحضر لهم الماء أيضًا. فما كان بيد الطفل عيسى سوى أن يشرب من أحد الصنابير الموجودة في الحديقة باستخدام زجاجة متسخة وجدها على الأرض.
وأوضح خالد عمر، الذي جاء إلى تركيا بصحبة عائلته المكونة من 11 فردًا هربا من الحرب المشتعلة في بلدهم، أن المعبر الحدودي سيكون مغلقا حتى يوم الاثنين المقبل، مؤكدا أنه يريد العودة إلى بلده في أول فرصة ممكنة.
ويعلق خالد عمر على الأنباء التي تشير إلى سيطرة عناصر وحدات الحماية الشعبية الكردية (YPG) على البلدة، قائلا: “في الوقت الذي كان يسيطر على البلاد تنظيم داعش والجيش السوري الحر، لم يكن أحد يقدم لنا يد العون. لم نر أي فعل خير من كليهما. فقد أمضينا عاما ونصف العام من الخوف في تل أبيض. لا ندري، ولكن من الممكن أن تكون وحدات الحماية الشعبية الكردية (YPG) أفضل من غيرهم”.
كما تطرق عمر إلى المأساة الإنسانية التي يعاني منها اللاجؤون السوريون، قائلا: “لقد جاء إلينا اليوم شاب في وقت السحور بسيارته. وتمكنَّا من الإفطار أيضا بفضل الطعام الذي أحضره. وإننا لا ندري إذا كنَّا سنأكل شيئا في وجبة الإفطار أو السحور. فإذا أحضر لنا أحد فاعلي الخير شيئا، نصوم بوجبة الإفطار والسحور، وإلا نواصل الصوم إلى اليوم التالي دون أن نأكل”.